المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصول الإيمان


زهرة نيسان
04-22-2008, 07:48 AM
أصول الإيمان


أركان الإسلام
أركان الإسلام: أسسه التي ينبني عليها، وهي- خمسة- مذكورة فيما رواه- ابن عمر رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله (وفي رواية على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج). فقال رجل: الحج، وصيام رمضان، قال: لا، صيام رمضان، والحج. هكذا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متفق عليه. "واللفظ لمسلم".
ا- أما شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فهي: الاعتقاد الجازم المعبر عنه باللسان بهذه الشهادة، كأنه بجزمه في ذلك مشاهد له. وإنما جعلت هذه الشهادة ركنا واحدا مع تعدد المشهود به.
إما لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مبلغ عن الله تعالى، فالشهادة له بالعبودية والرسالة من تمام شهادة أن لا إله إلا الله.
وإما لأن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال وقبولها، إذ لا صحة لعمل، ولا قبول، إلا بالإخلاص لله تعالى، والمتابعة لرسوله (صلى الله عليه وسلم)، فبالإخلاص لله تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله، وبالمتابعة لرسول الله تتحقق شهادة أن محمدا عبده ورسوله.
ومن ثمرات الشهادة العظيمة: تحرير القلب والنفس من الرق للمخلوقين، والاتباع لغير المرسلين.
2- وأما إقام الصلاة: فهو التعبد لله تعالى بفعلها على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئاتها.
ومن ثمراته: انشراح الصدر، وقرة العين، والإنزجار عن الفحشاء والمنكر.
3- وأما إيتاء الزكاة: فهو التعبد لله تعالى ببذل القدر الواجب في الأموال الزكوية المستحقة.
ومن ثمراته: تطهير النفس من الخلق الرذيل (البخل)، وسد حاجة الإسلام والمسلمين.
4- وأما صوم رمضان: فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات نهار رمضان.
ومن ثمراته: ترويض النفس عن ترك المحبوبات طلبا لمرضاة الله عز وجل.
5- وأما حج البيت: فهو التعبد لله تعالى بقصد البيت الحرام للقيام بشعائر الحج.
ومن ثمراته: ترويض النفس على بذل المجهود المالي والبدني لطاعة الله تعالى، ولهذا كان الحج نوعا من الجهاد في سبيل الله تعالى.
وهذه الثمرات التي ذكرناها لهذه الأسس وما لم نذكره تجعل من الأمة أمة إسلامية طاهرة نقية تدين لله دين الحق، وتعامل الخلق بالعدل والصدق، لأن ما سواها من شرائع الإسلام يصلح بصلاح هذه الأسس، وتصلح أحوال الأمة بصلاح أمر دينها، ويفوتها من صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.
ومن أراد استبانة ذلك فليقرأ قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون، أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون، أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون، أفأمنوا مكر الله، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ). ولينظر في تاريخ من سبق، فإن التاريخ عبرة لأولي الألباب وبصيرة لمن لم يحل دون قلبه حجاب. والله المستعان.


أسس العقيدة الإسلامية
الدين الإسلامي- كما سبق- عقيدة وشريعة، وقد أشرنا لشيء من شرائعه وذكرنا أركانه التي تعتبر أساسا لشرائعه.
أما "العقيدة الإسلامية" فأسسها الإيمان بالله، وملائكته، كتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
الدليل على هذه الأسس كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
ففي كتاب الله تعالى يقول الله: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين).
ويقول في القدر: (إنا كل شيء خلقناه بقدر، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر).
وفي سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) مجيبا لجبريل حين سأله عن الإيمان: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). رواه مسلم


الإيمان بالله تعالى
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور
الأول: الإيمان بوجود الله تعالى.
وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة، والعقل، والشرع، والحس.
ا- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) رواه البخاري.
2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى: فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة..
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه، قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقا؟!
ولا يمكن أن توجد صدفة لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعا باتا أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظما حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها ولم توجد صدفة، تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين. وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ). يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم- رضي الله عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السموات والأرض بل لا يؤمنون، أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون.) وكان- جبير- يومئذ مشركا قال: (كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي) رواه- البخاري- مفرقا.
ولنضرب مثلا يوضح ذلك، فإنه لو حدثك شخص عن قصر مشيد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار، وملئ بالفرش والأسرة، وزين بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته، وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه، أو وجد هكذا صدفة بدون موجد، لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه، وعددت حديثة سفها من القول..!!
أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه، وسمائه، وأفلاكه، وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه أو وجد صدفة بدون موجد؟!
3- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى: فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
4- وأما أدلة الحس على وجود الله تعالى فمن وجهين: أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى، قال الله تعالى: (ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له). وقال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) وفي صحيح البخاري عن- أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: أن أعرابيا دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته. وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال: "يا رسول الله "، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير إلى ناحية! إلا انفرجت.
وما زالت إجابة الداعين أمرا مشهودا إلى يومنا هذا لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.
الوجه الثاني: أن (آيات الأنبياء) التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تأييدا لرسله ونصرا لهم.
مثال ذلك آية موسى (صلى الله عليه وسلم) حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق اثني عشر طريقا يابسا، والماء بينهما كالجبال، قال الله تعالى: (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم).
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيي الموتى، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال الله تعالى عنه: (وأحيي الموتى بإذن الله). وقال: (وإذ تحيي الموتى بإذني).
ومثال ثالث (لمحمد صلى الله عليه وسلم) حين طلبت منه قريش آية، فأشار إلى القمر فانفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك يقول الله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر).
فبهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييدا لرسله، ونصرا لهم، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.
الثاني الإيمان بربوبيته:
أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين.
والرب: من له الخلق والملك والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مالك إلا هو، ولا أمر إلا له، قال الله تعالى: (ألا له الخلق والأمر). وقال: (ذلكم الله ربكم له الملك، والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير).
ولم يعلم أن أحد من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه وتعالى إلا أن يكون مكابرا غير معتقد لما يقول كما حصل من فرعون حين قال لقومه (أنا ربكم الأعلى) وقال (يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري) لكن ذلك ليس عن عقيدة، قال الله تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ). وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه: (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا).
ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه أن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون). وقال الله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم). وقال(ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ).
وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد حسب ما تقتضيه حكمته، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع العبادات وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته، فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعا في العبادات أو حاكما في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.
الثالثة: الإيمان بألوهيته:
أي (بأنه وحده الإله الحق لا شريك له) و"الإله " بمعنى "المألوه " أي "المعبود" حبا وتعظيما، وقال الله تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم). وقال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو، والملائكة، وأولو العلم، قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم). وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة، قال الله تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هو العلي الكبير)، وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى في (اللات والعزى ومناة): (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان). وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان). ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم: (اعبدوا الله مالكم من إله غيره). ولكن أبى ذلك المشركون، واتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى ،ويستنصرون بهم، ويستغيثون.
وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة لا تخلق ولا تجلب نفعا لعابديها، ولا تدفع عنهم ضررا، ولا تملك لهم حياة، ولا موتا، ولا يملكون شيئا من السموات ولا يشاركون فيه. قال الله تعالى: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون، ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا). وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له). وقال: (أيشركون مالا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون.)
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه، وأبطل الباطل.
والثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، وهذا يستلزم أن يوحدوه بالألوهية كما وحدوه بالربوبية كما قال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون). وقال: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله، فأنى يؤفكون). وقال: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون، فذلكم الله ربكم الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون).
الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته، أي: إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون). وقال: (وله المثل الأعلى في السموات والأرض، وهو العزيز الحكيم.) وقال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وقد ضل في هذا الأمر طائفتان:
إحداهما: (المعطلة) الذين أنكروا الأسماء، والصفات، أو بعضها زاعمين أن إثباتها لله يستلزم التشبيه، أي تشبيه الله تعالى بخلقه، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه، وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء، والصفات، ونفى أن يكون كمثله شيء ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله وتكذيب بعضه بعضا.
الثاني: أنه لا يلزم من اتفاق الشيئين في اسم أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلا منهما إنسان سميع بصير متكلم، ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية والسمع، والبصر، والكلام، وترى الحيوانات لها أيد، وأرجل، وأعين، ولا يلزم من اتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها وأعينها متماثلة.
فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء، أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق، أبين وأعظم.
الطائفة الثانية: (المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء، والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص، لأن الله تعالى يخاطب العباد بما يفهمون.
وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل يبطله العقل، والشرع، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمرا باطلا.
الثاني: أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته، وصفاته.
فإذا أثبت الله لنفسه أنه سميع، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى (وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة، لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات، فالتباين فيها بين الخالق، والمخلوق، أبين وأعظم.
وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه استوى على عرشه فإن الاستواء من حيث أصل المعنى معلوم، لكن حقيقة الاستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبة إلى استواء الله على عرشه، لأن حقيقة الاستواء تتباين في حق المخلوق، فليس الاستواء على كرسي مستقر كالاستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت في حق المخلوق، فالتباين فيها بين الخالق، والمخلوق أبين وأعظم.
والإيمان بالله تعالى على ما وصفنا يثمر ثمرات جليلة منها:
الأولى: تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره رجاء، ولا خوف، ولا يعبد غيره.
الثانية: كمال محبة الله تعالى، وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثالثة: تحقيق عبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.


الإيمان بالملائكة
الملائكة: (عالم غيبي مخلوقون عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور، ومنحهم الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه). قال الله تعالى: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون)
وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم.
الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالا.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق.
وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل حين أرسله تعالى إلى مريم فتمثل لها بشرا سويا، وحين جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحد من الصحابة، فجلس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، والساعة، وأماراتها، فأجابه النبي (صلى الله عليه وسلم) فانطلق. ثم قال (صلى الله عليه وسلم) هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم). رواه مسلم.
وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى- إبراهيم- ولوط- كانوا على صورة رجال.
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلا ونهارا بدون ملل ولا فتور. وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة:
مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله الله به إلى الأنبياء والرسل.
مثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.
ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.
ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومثل: مالك الموكل بالنار وهو خازن النار.
ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه، بعث الله إليه ملكا وأمره بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد.
ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص، ملكان: أحدهما عن اليمين والثاني عن الشمال. ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه.
الإيمان بالملائكة يثمر ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم بعظمة الله تعالى، وقوته، وسلطانه، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق.
الثانية: شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم، وكتابة أعمالهم، وغير ذلك من مصالحهم.
الثالثة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى.
وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساما، وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وإجماع المسلمين.
قال الله تعالى: (الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع). وقال: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم). وقال: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم). وقال: (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق، وهو العلي الكبير). وقال في أهل الجنة: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار).
وفي- صحيح البخاري- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، أن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).
وفيه أيضا عنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر).
وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية، كما قال الزائغون وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون.


الإيمان بالكتب
الكتب: جمع (كتاب) بمعنى (مكتوب). والمراد بها هنا: الكتب التي أنزلها تعالى على رسله رحمة للخلق، وهداية لهم، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة.
الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقا.
الثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الذي نزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) (والتوراة) التي أنزلت على موسى (عليه السلام) (والإنجيل) الذي أنزل على عيسى (عليه السلام) (والزبور الذي أوتيه داود (عليه السلام) وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالا.
الثالث: تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.
الرابع: العمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه). أي (حاكما عليه) وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.
الإيمان بالكتب له ثمرات منها:
الأولى: العلم بعناية الله تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به.
الثاني: العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم. كما قال الله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا).
الثالثة: شكر نعمة الله في ذلك.
الإيمان بالرسل
الرسل: جمع (رسول) بمعنى (مرسل)، أي (مبعوث) بإبلاغ شيء. والمراد هنا من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.
وأول الرسل- نوح- وآخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم). قال الله تعالى: (إنا أوحينا إليك، كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده). وفي صحيح البخاري عن- أنس بن مالك- رضي الله عنه في حديث الشفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ليشفع لهم فيعتذر إليهم، ويقول: ائتوا نوحا أول رسول بعثة الله، وذكر تمام الحديث). وقال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم (ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين).
ولم تخل أمة من رسول يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه. أو نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ليجددها، قال الله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا، أن اعبدوا الله، واجتنبوا الطاغوت). وقال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وقال تعالى: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا).
والرسل: (بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء). قال الله تعالى عن نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو سيد الرسل وأعظمهم جاها عند الله: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون). وقال تعالى: (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد، ولن أجد من دونه ملتحدا).
وتلحقهم خصائص البشرية من المرض، والموت، والحاجة إلى الطعام والشراب، وغير ذلك، قال الله تعالى عن- إبراهيم عليه الصلاة والسلام- في وصفه لربه تعالى: (والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين). وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني).
وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم، وفي سياق الثناء عليهم فقال تعالى في نوح (صلى الله عليه وسلم): (إنه كان عبدا شكورا). وقال في محمد (صلى الله عليه وسلم): (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا). وقال في إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب (صلى الله عليهم وسلم): (واذكر عبادنا إبراهيم، وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي، والأبصار، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار، وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار). وقال في- عيسى بن مريم- (صلى الله عليه وسلم): (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل).
الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع. كما قال الله تعالى: (كذبت قوم نوح المرسلين). فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل، مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا- محمدا- (صلى الله عليه وسلم) ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضا، لاسيما وأنه قد بشرهم- بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة، ويهديهم إلى صراط مستقيم.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل: محمد وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح (عليهم الصلاة والسلام) وهؤلاء- الخمسة- هم أولو العزم من الرسل، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن في (سورة الأحزاب) في قوله: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ابن مريم). وفي (سورة الشورى) في قوله: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم، وموسى، وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).
وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالا قال الله تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك، ومنهم من لم نقصص عليك).
الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبار.
الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم- محمد (صلى الله عليه وسلم)- المرسل إلى جميع الناس قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
للإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله، لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك.
الثانية: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
الثالثة: محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم، والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى، ولأنهم قاموا بعبادته، وتبليغ رسالته، والنصح لعباده.
وقد كذب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر! وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم وأبطله بقوله: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا، قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين، لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا). فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه لابد أن يكون الرسول بشرا لأنه مرسل إلى أهل الأرض، وهم بشر، ولو كان أهل الأرض ملائكة لنزل الله عليهم من السماء ملكا رسولا، ليكون مثلهم، وهكذا حكى الله تعالى عن المكذبين للرسل أنهم قالوا: (إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا، فأتونا بسلطان مبين، قالت لهم رسلهم: إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده، وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله).

جوهره الميدان
04-22-2008, 11:45 AM
مشكوره سمور موضوعك مميز
احسنت الاختيار
لك اروع تحيه

زهرة نيسان
04-22-2008, 08:24 PM
مشكوره جوهره على مرورك

صفاءالقلب
04-25-2008, 08:14 PM
مشكوره سمور موضوعك مميز
احسنت الاختيار
لك اروع تحيه

زهرة نيسان
04-25-2008, 08:57 PM
مشكوره صفاء على مرورك

الاسطورة عرفات
05-04-2014, 04:27 AM
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن
حَســــنَاتك وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنيا