السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يعد ذلك المنزل الذي كان يعج بضجيج الأطفال وضحكات الشباب إلا مجرد مأوى للذكريات.. ومعاناة لأحد المسنين الذين يعانون من فراغ الوحدة بعد وفاة شريكة الحياة وانشغال الأبناء والأحفاد عنه الأمر الذي ينعكس على حالته الصحية بل وتجعله يعد الدقائق والساعات في انتظار أجله المحتوم
من هنا كانت فكرة «زواج المؤانسة»
بمثابة بارقة أمل للمسنين من جديد
من كتاب «دموع القلب» للراحل عبد الوهاب مطاوع، أرسل أحد قراء بريده إليه بمشكلته، موضحا في بدايتها أنه رجل عصامي تخرج من إحدى كليات القمة ورزقه الله بنعمة الزوجةو الذرية الصالحة، واستطاع أن يبني عمارة بها شقق بعدد الأولاد وزوجاتهم جميعا
وبعد مشوار طويل تركته زوجته وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، ولم يؤنس وحدته أحد
ويقول الأب : أصبحت أعاني من مرارة الفراق والحرمان من الأنيس والجليس أوقات الليل والنهار، مع أن أبنائي المتزوجين يقيمون في نفس البناية
وأصبحت لا أجد من أتكلم معه، سوى صورتي ودعائي لربي بأن يخرجني من كربي وحزني، وأشعر دائما بالاكتئاب والميل إلى البكاء والانطواء، لولا تمسكي بالصبر والصلاة
جاءني صديق لي واقترح
على ضرورة الزواج مرة أخرى، لأن الرجل في حاجة دائما إلى زوجة ترعاه ويرعاها،
وفاتحت أبنائي برغبتي في البحث عن زوجة
، لكنهم فتحوا علي أبواب الجحيم، وفوجئت بالرفض القاطع الذي لا يبرره شيء إلا الرغبة في الرفض
.
فكرة زواج المؤانسة، مأخوذة من مجتمعات غربية، وطبيعي أن يتزوج فيها المسنون بعد السبعين ويكون لديهم قابلية للحياة والحب من جديد، أما في المجتمع العربي غالبا ما يعيش المسن في أوساط عائلية
كما أن فكرة زواج المسن مرفوضة لدينا في المجتمع العربي، خاصة لو كانت امرأة، إذ ترفض ثقافة المجتمع السائدة زواج المطلقة أو الأرملة من جديد، ولا ننسي أيضا أن فكرة زواج المرأة مرتبطة بالخصوبة والعطاء والرغبة في الزواج، وهذه الرغبة لا تتوافر لدى كثير من النساء إلا أنها تتوافر لدى كثير من الرجال، وعند تطبيقها لا يتطلعون إلى امرأة مسنة تؤنس وحدتهم بل إلى فتاة في الأربعين من عمرها فاتها قطار الزواج قادرة على خدمة المسن والعمل على راحته لكن هناك سؤال
هل هذه الفكرة تعد مقبولة اجتماعيا او انها فكره تختلف من مجتمع وفئه لاخرى؟
وإن كان الأمر كذلك، فما أثر ذلك على نفسية المسن أو المسنة؟