قد نشعر في بعض الأحيان أننا
نستطيع أن نكسر القواعد ونستيقظ
لفترة كبيرة من الوقت دون غفوة
واحدة، في اعتقاد منا أن عدم النوم
قد يكون إرهاقًا للبدن والعين.
لكن في الحقيقة أن أهمية النوم تذهب
إلى أبعد من مجرد تجديد مستويات
الطاقة لدينا كل 12 ساعة، فعقولنا
في الواقع تغير وضعيتها عندما ننام
فتقوم بإزالة المنتجات الثانوية السامة
من النشاط العصبي التي تركتها
وراءك خلال النهار.
وفي الحقيقة فإن العقل يقوم بنفس العملية
بعد مرور تلك المدة – 12 ساعة –
حتى في حالة عدم نوم الشخص،
وقد وجد الباحثون أن استمرار النوم
السيء يجعل الدماغ يمسح كمية
كبيرة من الخلايا العصبية والاتصالات
المتشابكة، واستعادة النوم قد لا
تكون قادرة على عكس ذلك الضرر.
ولقد أثبتت الدراسات أن خلايا تسمى
الخلايا النجمية تقوم بتقليم الخلايا
الميتة والمتهالكة في المخ،
والتي يتم استهلاكها خلال اليوم
خلال فترة التطهير التي يقوم بها المخ
خلال 12 ساعة، وأثبتت الدراسات
أيضًا أن تلك العملية تحدث، سواء
كنت نائمًا أو مستيقظًا.
كما أثبت الدراسات أنه وخلال اضطراب
النوم وعدم أخذ قسط وفير من الراحة،
فإن تلك الخلايا النجمية والتي
تعمل على تنظيف المخ تقوم بتناول
نفاط الخلايا الشبكية العصبية الموجودة
داخل المخ بدلًا من تناول النفايات
الحادثة خلال اليوم، الأمر الذي يدل
على إيئاء المخ لنفسه وتناول تلك
الخلايا للخلايا الخاطئة.
ولإثبات ذلك قام الباحثون بتصوي
ر أدمغة أربع مجموعات من الفئران:
تركت مجموعة واحدة للنوم لمدة 6 إلى 8
ساعات (راحة جيدًا).
وآخر استيقظ دوريًا من النوم
(استيقاظ عفوي).
تم إبقاء مجموعة ثالثة مستيقظة لمدة 8
ساعات إضافية (محرومة من النوم).
وظلت مجموعة نهائية مستيقظة لمدة
خمسة أيام على التوالي
(مزمنة المحرومين من النوم).
عندما قارن الباحثون نشاط الخلايا
النجمية عبر المجموعات الأربع،
حددوا ذلك في 5.7 في المائة من نقاط
الاشتباك العصبي في أدمغة الفئران
المستأنسة جيدا، و7.3 من أدمغة الفأر
المستيقظ تلقائيًا.
في الفئران المحرومة من النوم و
المزمن من النوم، لاحظوا شيئًا مختلفًا:
فقد زادت الخلايا النجمية نشاطها لتناول
أجزاء من المشابك العصبية.
ففي أدمغة الفئران المحرومة من النوم،
وجد أن الخلايا النجمية تكون نشطة
اتجاه 8.4 في المئة من نقاط الاشتباك
العصبي، وفي الفئران المحرومة من
النوم المزمن، أظهر 13.5 في المئة
زيادة في النشاط النجمي اتجاه
نقاط الاشتباك العصبي.