السلآمُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركآتُه
صبآحَكم | مسآئَكُم
رآحَة بآل
"
الحيآةُ أحبَّتي فيِ الله
جَعلها اللهُ إبتلآءً وإختبآرا
وإمحتآناً تظهرُ فيهِ حقآئقُ العِبآد
ففآئزٌ برحمةِ اللهِ سعيد
ومحروُمٌ مِنْ رِضوآنِ اللهِ شقيٌ طريد
كُل سآعةٍ تعيشُها
إما أنْ يكوُن الله رآضٍ عنكَ
فيِ هذهِ السآعة التيِ عِشتها
وإما العكسُ والعيآذُ بالله
فإمَّا أن تُقرِبُكَ مِنَ الله
وإما أنْ تُبعِدُكَ مِنَ الله
وقد تعيشُ لحظةً وآحِدَة
مِنْ لحظآتِ حُبِّ الله وطآعةِ الله
تُغفرُ بِها سيئآتُ الحيآة
وتُغفرُ بِها ذنوُب العُمر
وقد تعيشُ لحظةً وآحِدَة
تتنَكَّبُ فيها عَن صرآطِ الله
وتبتَعِدُ فيها عَن طآعةِ الله
تكوُنُ سبباً فيِ شقآءِ الإنسآن حيآتهُ كُلَّها
نسألُ اللهَ السلآمةَ والعآفية
فهذهِ الحيآةُ فيها دآعيآن
دآعٍ إليِ رحمةِ الله
ودآعٍ إليِ رِضوآنِ الله
ودآعٍ إلي محبَّةِ الله
وأمَّا الدآعي الثآني
فهو دآعٍ إليِ ضدِّ ذلك
شهوةٌ أمآرةٌ بالسوُء
أو نذوُةٌ دآعيةٌ إليِ خآتِمَةِ السوُء
والإنسآنُ قَد يعيشُ لحظةً مِن حيآتِه
يبكيِ فيها بُكآءَ النَدَم
عليِ التفريطِ فيِ جنبِ ربِّه
فيُبدِّلُ اللهُ بذلك البكاءِ سيئآتهم حسنآت
وكَم مِنْ أُنآسٍ أذنَبواْ
وكَمْ مِنْ أُنآسٍ أسآؤواْ
وكَمْ مِنْ أُنآسٍ ابتَعَدواْ
ولطآلَما اغتَرَبواْ عَنْ ربهم
فكآنواْ بعيدينَ عَنْ رحمةِ الله
غريبينَ عَنْ رِضوآنِ الله
وجآئَتهُم تِلكَ السآعَةِ واللحظَة
وهيِ التيِ نعنيها بالحيآةِ الطيِّبَة
لكي تُرآقَ مِنهُم دمعةِ النَدم
ولكي يلتَهِبَ فيِ القلبِ دآعيِ الألَم
فيحسُّ الإنسآنُ أنَّهُ قد طآلَتْ عَن اللهِ غُربَته
وقد طآلَتْ عَنْ اللهِ غيبَتُه
لكي يقوُلَ إنِّيِ تآئبٌ إليِ الله
مُنيبٌ إليِ رَحمَتهِ ورِضوآنِه
وهذهِ السآعة هيِ السآعة التي هيِ مُفتآحُ السعآدَة للإنسآن
سآعَةُ النَدم
وكَما يقوُلُ العُلمآء
إنَّ الإنسآن قد يُذنبُ ذنوُباً كثيرَة
ولكِنْ إذا صَدقَ نَدمُه
وصَدقَت تَوُبَتُه
بدَّلَ اللهُ سيئآتهُ حسنآت
فأصبَحت حيآتهُ طيِّبَةً بطيبِ ذلكَ النَدم
وبصِدقِ ما يجدهُ فيِ نفسهِ مِنْ الشذيِ والألم
ونسألُ الله العظيم ربّ العرشِ الكريم
أنْ يُحييِ فيِ قلوُبنا هذا الدآعيِ إليِ رَحمَتِه
وهذا الألم الذيِ نُحسَّهُ مِنَ التَفرِيطِ فيِ ذنبِه
كُلُ وآحِدٍ مِنَّا نُريدهُ أنْ يسألَ سُؤآلاً
أنْ يسألَ نفسهُ عَن الليلِ والنَهآر
كَم يسهر مِنَ الليآليِ ؟
وكَم يَقضيِ مِنَ السآعآت ؟
كَم ضحكَ فيِ هذهِ الحيآة ؟
وهَل هذهِ الضحكة تُرضيِ الله عَنه ؟!
وكَمْ تَمَتَّعَ فيِ هذهِ الحيآة ؟
وهَل هذهِ المُتعَة تُرضيِ اللهَ عنه ؟!
وكَم سَهر ؟
وهَل هذا السَهرَ يُرضيِ اللهَ عَنه ؟!
وكَم وكَم , سؤآلٌ يسألُ فيهِ نفسه
وقد يُبآدِرُ الإنسآنَ لِمآذا أسألُ هذا السؤآل !
نعم تسألُ هذا السؤآل
لأنَّهُ مَا مِنْ طَرفةِ عين ولا لحظةٍ تَعيشُها
إلا وأنتَ تتقلبُ فيِ نِعمَةِ الله
فَمِنَ الحيآءِ مَعَ الله
والخَجَل مَعَ الله
أنْ يستَشعِرَ الإنسآنُ عَظيمَ نِعمَةِ اللهِ عليه
مِنَ الحيآءِ والخَجَلِ أنْ نُحِسَّ أننا نَطعَمُ طَعآمَ الله
وأننا نَستقيِ مِنْ شَرآبٍ خَلقهُ الله
وأننا نستَظِلُ بسقفِه
وأننا نمشيِ عليِ فِرآشِه
وأننا نتقَلَّبُ فيِ رَحمَتِه
فما الذي نُقدِّمهُ فيِ جنبه ؟!
يسألُ الإنسآنَ نفسِه
يقوُلُ الأطِبآءُ : إنَّ فيِ قلبِ الإنسآن مآدَةً
لو زآدَ 1% أو نَقصَت 1% مآتَ فيِ لحظَتِه
فأيُّ لُطفٍ
وأيُّ رحمةٍ
وأيُّ عَطفٍ
وأيُّ حنآنٍ مِنَ اللهِ يتقَلَّبُ فيهِ الإنسآن
يسألُ الإنسآنُ نفسَه :
هَل رَحمةُ اللهِ فقط
إذا أصبَحَ الإنسآن
وسمعهُ مَعه
وبَصرهُ مَعه
وقوُّتهُ مَعه
فَمَن الذيِ حفظَ لهُ سمعه
وَمَن الذيِ حفظَ لهُ بصره
وَمَن الذيِ حفظَ لهُ عقله
وَمَن الذيِ حفظَ لهُ روُحه
يسألُ نفسهُ مَنْ الذيِ حفِظَ هذهِ الأشيآء
مَنْ الذيِ يُمَتِعَهُ بالصِحَّةِ والعآفيه
النآس , المَرضيِ عليِ الأسرةِ البيضآء يتأوُهوُن ويتألموُن
والله يتحبَّبُ إلينا بهذهِ النِعم
يتَحَبَّبُ إلينا بالصِحَةِ
بالعآفِيةِ
بالأمنِ
بالسلآمَةِ
كُل ذلكَ فقط لكي نعيشَ هذهِ الحيآة الطيِّبَة
اللهُ تعآليِ يُريدُ مِن عبدهِ أمرين :
الأمرُ الأوُلُ : فعلُ فرآئِضِه
والأمرُ الثآنيِ : تَركُ نوُآهيهِ وزوُآجِرِه
ومَن قآلَ :
إنَّ القُربَ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ فيهِ الحيآةُ الأليمَة أو فيهِ الضيق
فقد أخطأ الظنَّ بالله
واللهِ إذا ما طآبَت الحيآةُ بالقُربِ مِنَ الله
فلنْ تطيبَ بشئٍ سِوُآه
وإذا ما طآبَتْ بفعلِ فرآئِضِ اللهِ وتركِ محآرِمِ الله
فواللهِ لا تَطيبُ بشئٍ سِوآه
الشيخ الدكتوُر / محمد الشنقيطي
للإستمآع :
https://soundcloud.com/moltqa_elgna/jovpsrn4wnjv