لو كنتُ "بابا نويل" لهذا العام لـقتلتُ جميع غزلان الرنّة وأطعمت النازحين بغزة والمستجدين والمارين.
لو كنتُ بابا نويل لهذا العام لمزقتُ كافة الدساتير والقوانين والمواثيق الدولية، وجعلت منها غطاءاً تفترشه أمي كي تنام دون أن تفكر أن هذا العالم جبان وحقير.
لو كنتُ بابا نويل لهذا العام لحلقتُ لحيتي وقلت لإمة المساجد ودعاة الدين " كفى عبثاً بشعب غزة " ، وصرخت فوق الركام: ما أسوء المطر والبرد في القِطاع!
لو كنتُ "بابا نويل" لإخذت العربه وصنعت منّها إسعافاً ينقل المصابين أينما هو مستقر شفاء جراحهم .
لو كنتُ "بابا نويل" لعشت وحيدًا، بعيدًا عن الأنظمة والأحزاب والفصائل وقلتُ لنفسي ماذا تريدون ومتى ستتوحدون.
لكنني الرجل الذي خانه الهواء بعدما ذهبَ ليعيش داخل أسطوانة حديدية كل محتواها ذاكرة مليئة بالأبرياء والجرحى وأنين أمراة فقدت كل أبناؤها ولاتزال عالقه عند أخر صرخة قالت فيها قتلوا أطفالي دون أن يأكلوا " أستشهدوا دون عشاء "
لو كنتُ . .