عنف المستوطنين وتراخي الحكومه الصهيونيه

مَن هم المستوطنون؟

من المهم التمييز بين أنواع المستوطنين المختلفة وبين المستوطنين والحركة الاستيطانية، وبين الأفراد والجماعات التي تسعى إلى العنف.
حسب تقرير جماعة "السلام الآن" الإسرائيلية (الاحتلال خلال سنوات اوسلو) بتاريخ 3/12/2000، هناك ما يقارب مائتي ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في 145 مستوطنة في جميع أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة. وهناك أيضاً حوالي مائتي ألف إسرائيلي يعيشون في الجزء الشرقي المحتل من مدينة القدس. إن ما يقارب نصف المستوطنين يسكنون في مستوطنات كبيرة مضى عليها وقت طويل وأصبحت بمثابة مدن، مثل "معاليه أدوميم / أريئيل / وجفعات زئيف"، بينما بقية المستوطنات عبارة عن مواقع استيطانية صغيرة يسكن في كل منها ما لا يزيد عن ألف شخص.
المستوطنون الإسرائيليون ليسوا في مجملهم مجموعة متجانسة، عكس ما يُشاع عنهم، فمعظمهم ليسوا متدينين ولا هم بالضرورة وطنيين، ولكنهم مهاجرون جاءوا لأسباب اقتصادية و/أو اجتماعية وسكنوا في المستوطنات بسبب الحوافز التي تقدمها لهم الحكومة الإسرائيلية.
في استطلاع للرأي نظمه مركز الدراسات والأبحاث الفلسطيني في شهر حزيران سنة 1997، فإن 42% من المستوطنين قالوا أن دافعهم الأساسي كان اقتصاديا، بينما قال 27% منهم أن دافعهم كان دينياً عقائديا، فيما 24% منهم ولدوا في المستوطنات أو جاءوا إليها للانضمام إلى العائلة أو أصدقاء.

إن تشجيع الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين من خلال منحهم تخفيضات في دفع الضرائب وقروض وتسهيلات في البناء والصناعة والسياحة والتعليم وغيرها، يشكل انتهاكاً لاتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان الدولية التي تُحرّم نقل أو تغيير طبيعة وتركيبة السكان في المناطق تحت الاحتلال.

بالنسبة للمزايا الديموغرافية التي يتمتع بها المستوطنون، فإن 25% منهم لديهم شهادة جامعية ويحصلون على دخل أعلى من بقية الإسرائيليين، 44% يعتبرون أنفسهم متدينين، بينما 23% يقولون أنهم يهود عاديون وليس بالضرورة متدينين، 30% منهم يمتلكون منازل في داخل إسرائيل غير تلك التي يسكنون فيها في الأراضي المحتلة، 72% منهم ولدوا في إسرائيل بينما الباقي جاءوا من: 10% الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، 6% من دولٍ افريقية أو اسيوية، 5% من الاتحاد السوفيتي السابق واوروبا (حسب استطلاع المركز الفلسطيني للدراسات والأبحاث 6/1997).

بالنسبة لآرائهم السياسية، المستوطنون متعصبون ومتطرفون أكثر من بقية السكان، فلا يؤيدون حزبي ميرتس والعمل، بل يدعمون الأحزاب الدينية مثل الحزب الديني الوطني "مفدال" وحزب اليمين الأساسي الليكود". حوالي 30% من المستوطنين في الضفة الغربية قالوا إنهم يؤمنون بأن دولة فلسطينية سوف تنشأ خلا 5 – 10 سنوات. بينما قال 32% منهم إن عملية السلام سوف تفشل وأن الجيش الإسرائيلي سوف يعود ويحتل الضفة الغربية مرة أخرى.

تحظى المستوطنات بدعم كبير داخل المجتمع الإسرائيلي، وقد نجح المستوطنون في تقديم أنفسهم على أنهم يحملون ويسعون لتحقيق الحلم الصهيوني، ولكن من ناحية أخرى فأن جماعات السلام الإسرائيليون مثل حركة السلام الآن، وكتلة السلام، نددوا باستمرار بالنشاط الاستيطاني. تقول البروفيسور جاليا جولان من حركة السلام الآن: "لقد كان توسيع المستوطنات عنصراً أساسياً في فشل إسرائيل في تحقيق الحد الأدنى من المصداقية بين الفلسطينيين، وسبباً دائماً في تصعيد النزاع معهم" (بيان صحافي بتاريخ 7/11/2000.)
أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 8/12/2000 أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين لا يعرفون شيئاً أو يعرفون القليل عن المستوطنات في الأراضي المحتلة. فمن بين كل عشرة إسرائيليين ستة فقط قاموا بزيارة إلى مستوطنة في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وفي أحيان كثيرة بسبب الخدمة العسكرية. ونصف من قاموا بتلك الزيارة عملوا ذلك كسائحين، وثلثهم ذهبوا لزيارة أقارب أو معارف لهم. والغالبية العظمى من الإسرائيليين لا يعرفون أي أحد من المستوطنين في الأراضي الفلسطينية، فقط 16% من اليهود في إسرائيل لهم أقارب يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية أو غزة، والمدهش أن 82% ممن استطلعت آراؤهم لم يعرفوا أين تقع مستوطنة كريات أربع!.

في العام 1979 شملت الحكومة الإسرائيلية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن نظام المجالس المحلية، وهي الآن عبارة عن 15 مجلساً محليا، 6 مجالس اقليمية ومدينتين (أريئيل ومعاليه أدوميم). وهناك مجلس يقوم بتمثيل جميع المستوطنات في الضفة الغربية يسمى مجلس "يشع" وهو مأخوذ من التسمية العبرية للضفة الغربية "يهودا والسامرة وغزة". ويقوم مجلس "يشع" بتوفير الدعم المالي وتنظيم الاجتماعات والمؤتمرات الاستيطانية، وهو يعكس وجهة نظر المستوطنين في الأمور العامة، فمن وجهة نظر التقرير الذي يصدر عن المجلس مرة كل شهرين "الانتفاضة الحالية ليست سوى حرب تشنها أجهزة عرفات الأمنية القاتلة بهدف تدمير دولة إسرائيل وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وفوق ذلك، فإن الحامي الوحيد للإسرائيليين من الذبح في الأراضي الفلسطينية هي المستوطنات" /من تقرير مجلس يشع رقم 77، شهري تشرين ثاني وكانون أول 2000.

1/2 : سياسة الإستيطان الإسرائيلية

بدأ تأسيس المستوطنات من جانب إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة مباشرة بعد حرب عام 1967. توسعت حركة بناء المستوطنات وانتشارها بشكل كبير إبّان حكومة مناحيم بيغن الليكودي في سنة 1977، ففي الفترة من 1977 إلى 1979 تضاعف عدد المستوطنين في الأراضي المحتلة وأكثر من ذلك، حيث بلغ زاد عددهم من 4000 إلى 10000 مستوطن. وقد تباينت سياسات كل من الحزبين الكبيرين العمل والليكود بالنسبة لموضوع الإستيطان في الاراضي المحتلة، باستثناء القدس، المتفق عليها إسرائيليا.
فبالنسبة لحزب العمل سوف يتم تبادل المناطق المحتلة مقابل السلام في المستقبل، وبالنسبة لليكود فلا تنازل عنها لأنها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل. وبالنسبة لجميع رؤساء الحكومات اليمينيين من بيغن إلى شارون فإن المستوطنات هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم عودة الأرض للفلسطينيين.
ورغم ذلك واصلت حكومات الحزبين دعم وتشجيع الإستيطان وسمحت بإقامة مستوطنات جديدة منتهكة بذلك اتفاقيات اوسلو بشكل صريح وواضح، التي نصت على:
"لا يُسمح لأي من الطرفين أخذ أية خطوات من شأنها تغيير وضع الضفة الغربية وقطاع غزة التي تنتظر مفاوضات الحل النهائي" / اتفاقية المرحلة الانتقالية للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لسنة 1995 مادة 31 فقرة 7.

رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو (1996-1999) اعتبر المستوطنات "مناطق ذات أولوية قومية لليهود"، وبدأ البناء في جبل أبو غنيم "هار حوماه"، وتابع رئيس الحكومة ايهود باراك سياسة دعم المستوطنين فقام ببناء مستوطنة "متسبه هاجيت" قرب قرية مخماس شمال شرق القدس وحسب ميزانية حكومة باراك سوف يستلم المستوطنون ما قيمته 1.2 بليون شيكل، أي ما يساوي 1% من الميزانية العامة للدولة. /بيان صحافي لحركة السلام الآن، شهر تشرين ثاني 2000.

المبرر لإقامة المستوطنات في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة هو ايمان اليهود بحقهم التاريخي والديني في أرض إسرائيل، وأن المستوطنات هامة وحيوية لأمن إسرائيل. ولكن هذين الرأيين لا يفسران وجود احتلال عسكري معاصر وطرد ما يزيد على ثلاثة ملايين فلسطيني. وهناك دافع آخر وهو "خلق حقائق على أرض الواقع" مما يزيد الأمور تعقيداً ويُضعف فرص قيام دولة فلسطينية في المناطق.

ونتيجة لهذه العوامل الثلاث، تتركز المستوطنات في المناطق الثلاث التالية:
أ) على طول غور الأردن كجدار أمني يفصل الضفة الغربية عن الأردن.
ب) على طول الخط الأخضر، حدود 1967، وعلى مسافة قريبة من مدن كبيرة مثل القدس وتل أبيب.
ج) حول مدينة القدس بحيث تفصلها عن بقية الضفة الغربية، وتحافظ عليها كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل.



في سنة 1996 قال دان مريدور، وزير المالية الإسرائيلي آنذاك، في صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 19/7/1996:

" إنه من الواضح إذا كُنا جادين في عدم إعادة الأراضي إلى حدود 1967 فإن الكلمات وحدها لا تكفي. المستوطنات هي التي ترسم خارطة البلاد، فإذا أوقفنا البناء في مكان أو آخر نكون قد تخلينا عن ذلك المكان."

وفي رسالة كتبها أريئيل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي سنة 1994 حول مستوطنة نتساريم ونشرتها صحيفة "ميدل ايست انترناشيونال" مع مقال للكاتب ألون غروث بتاريخ 10/6/1994، يقول شارون:

"تركيز الإستيطان اليهودي في منطقة نتساريم (في قطاع غزة) أمرٌ استراتيجي، فهي تفصل قطاع غزة إلى قسمين، وتصل منطقة النقب بالبحر. فالإستيطان في نتساريم هو المفتاح لضمان استمرارية التمسك بقطاع غزة، ووضع عقبة هامة أمام الحكم الذاتي للفلسطينيين".

1/3 : حركة الاستيطان والتطرف اليهودي

الحركة الاستيطانية في إسرائيل، كما هو حال معظم الأفراد من المستوطنين اليهود، كانت دائماً مرتبطة بعقيدة متطرفة وأهداف وطنية-دينية ووجهة نظر تقول إن الطرق غير الشرعية مقبولة إذا كانت في سبيل تحقيق تلك الأهداف.
والحركة الاستيطانية ليست موحدة، بل عبارة عن مجموعة أفراد مُنظمين أو شبه متحدين في ايمانهم بأن لليهود الحق في الأراضي المحتلة، وأن النشاط الاستيطاني هو لصالح دولة إسرائيل العبرية ولهذا يجب أن يستمر ويتوسّع.

تأسست جماعة "غوش ايمونيم" ومعناها (كتلة المؤمنين) في سنة 1973 وقامت على تعاليم الحاخام "تسفي يهودا كوك" وهي تمثل المحور الوطني-الديني في الحركة الاستيطانية، القائم على مبادئ صهيونية متطرفة، وهي المسؤولة عن غالبية العنف الذي يقوم به أفراد من أمن المستوطنات ضد الفلسطينيين والذي يستحق القصاص.

حتى الحاخام الذي يصبح في موقع شبه مسؤول، مثل الحاخام زالمان ملاميد، رئيس لجنة حاخامي مجلس "يشع" الاستيطاني فيقول:

"لا توجد سلطة حاخامية يمكنها أن تناقش الرأي الذي يقول أن الوضع المثالي لأرض إسرائيل هو أن يسكنها اليهود وحدهم".

قامت لجنة الحاخامين في مجلس "يشع" الاستيطاني بإصدار بيان قبل توقيع اتفاقيات اوسلو للسلام بعام واحد، أي في 1992، قالت فيه:

"كان الحاخام الأكبر تسفي يهودا كوك قد أعلن أن أي قرار يصدر عن يهودي أو غير يهودي يقضي بسلب أي جزء من أرض إسرائيل لن يدوم لأن إرادة الله في النهاية سوف تنتصر."

وأن أي توقعات بإحلال سلام مع قيادة الفلسطينيين "الإرهابية"، والذين وُصفوا بأنهم "حيوانات على هيئة بشر"، ليس سوى أوهام من صنع الشيطان.

لقد مارست الجماعات الإستيطانية ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية من أجل بناء المزيد من المستوطنات وتوسيع ما هو قائم منها، وتمتعت الأحزاب اليمينية بعلاقات جيدة مع الحركة الاستيطانية، فمناحيم بيغن كان يسمح بإقامة بؤر استيطانية في مختلف المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذه ما لبثت أن توسعت وأصبحت مستوطنات كبيرة، على مساحات لم يكن بيغن يستطيع أن يمتلكها سياسيا.

1/4 : عنف المستوطنين وعنصريتهم

في بداية سنة 1980 تأسست جماعة يهودية سرية دينية-وطنية متطرفة تحت أسم "ماحتريت" وهي كلمة عبرية تعني "العالم السفلي"، وقد قامت هذه الحركة في شهر حزيران 1980 بوضع قنابل بهدف قتل ثلاثة من رؤساء البلديات الفلسطينيين، فأصيب اثنان منهم وتقطّعت أرجلهم فيما نجا الثالث بأعجوبة، وقد جاءت هذه الهجمات كانتقام لمقتل ستة طلاب من المعهد الديني اليهودي في الخليل قبل ذلك بشهر واحد. وقد قامت هذه الجماعة بهجمات أخرى بين سنوات 1980-1983 شملت وضع عبوات ناسفة في ملعب كرة قدم في الخليل وفي مسجد مجاور أدت إلى إصابة أكثر من عشرة فلسطينيين. وفي العام 1983 تعرضت الكلية الإسلامية في الخليل إلى إطلاق نار وقنابل أدت إلى مقتل ثلاثة طلاب عرب وإصابة 33 آخرين.
في العام 1984 كان هناك مخطط لتفجير خمس حافلات عربية في شرقي القدس ولكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "شين بيت" اكتشف العملية وقام باعتقال 30 مستوطناً وقام بتفكيك القنابل، وفيما بعد عُلم أن 25 من بين المعتقلين كانوا ينوون تفجير الحرم الشريف في شرقي القدس، وقد حكم على عدد منهم بالسجن مدى الحياة، إلا أن الرئيس الإسرائيلي حايم هيرتزوغ قام بتخفيف العقوبة وأفرج عنهم في سنة 1992.
يقول إسرائيل شاحاك ونورتون ميزفنسكي في كتابهما "التطرف اليهودي في إسرائيل" طبع في سنة 1999 : "أن هناك بعض الأحكام اليهودية المتطرفة التي تنص على أن قتل غير اليهود يعتبر جريمة أبسط بكثير من قتل اليهود، وأن الحفاظ على أرض يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ملكاً لليهود تعتبر أولوية تُبرر العديد من الأخطاء التي قد تقع".
ومع أن مثل هذا الرأي العنصري لا يشترك فيه الكثير من اليهود في إسرائيل، إلا أن أعمال العنف والهجمات التي يكون ضحاياها عرباً تلقى موافقة ضمنية غير معلنة من الأكثرية، أو على الأقل لا نجد من يقف من اليهود ويرفضها أو يستنكرها.

وجهة نظر يهودية مختلفة (الحاخام أريك أشرمان / حاخامين من أجل حقوق الإنسان)

اليهودية ديانة قديمة جداً وهي متعددة التقاليد والأعراف. هناك آراء وأفكار متباينة في الكتب اليهودية القديمة وعلى المرء أن يُدقق بحذر عندما يسمع أحدهم يتحدث باسم الديانة اليهودية. لأسباب تاريخية واجتماعية يتجه المجتمع الديني في إسرائيل نحو مزيج من الوطنية والتطرف، ولكن يظل هناك جانب أصيل في الدين يعتمد على الفهم الإنساني لليهودية.

في الفصول الأولى من الكتاب المقدس "التوراة" نقرأ كيف أن الله خلق الأرض والآخرة. وكيف أن هناك قوة عليا من فوقنا تسمى الله، أو الحق أو العدل، وأن جميع بني الإنسان مخلوقون من الإله، ولذلك لا يمكن أن يدّعي شخص أنه أفضل من آخر على أساس لون الجلد أو المكان أو الأصل وغيره. ولقد تعلمنا أن أي ايذاء لأي إنسان هو ايذاء لله.

ولقد تعلمنا أنه يمكننا أن نؤذي شخصاً إذا كان ذلك دفاعاً عن النفس أو لحماية طرف ثالث برئ، ولكن لا يجب أن يصل ذلك إلى حد القتل، لأن تلك جريمة كبيرة. ولا يمكن تبرير استخدام قوة مميتة بالقول أنه كان هناك خطر. واليهودية تعلمنا أن نحارب دفاعاً عن النفس، ولكن أن لا نؤذي طرفاً ثالثاً بريئاً، ومن هذه القراءة في الديانة اليهودية نستخلص بوضوح أن العقاب الجماعي الذي يسبب المعاناة وأحياناً الموت لأناس لا يهددون حياتنا مباشرة، هو أمر غير مقبول.


من الواضح أن عدداً قليلاً من المستوطنين يقومون بهجمات وإعتداءات متكررة ضد العرب، نفس الأفراد ونفس المواقع، وهم يشكلون نسبة ضئيلة محدودة من 400،000 مستوطن يسكنون في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن مع ذلك فإن الحركة الإستيطانية بمجملها مسؤولة عن خلق جو من الحقد والكراهية. وبينما يتم التركيز على ما يصدر عن السلطة الفلسطينية وياسر عرفات من تصريحات، فإن تصريحات المستوطنين والحاخامين المتطرفين لا يتم ذكرها أبدا. فالحاخام موشيه ليفنغر الذي يعتبر الأب الروحي للحركة الاستيطانية ومن مؤسسي جماعة "غوش ايمونيم" يمثّل نموذجاً صريحاً للمستوطن المتطرف الذي يؤمن بضرورة تحويل دولة إسرائيل إلى أمّة مقدسة تحكم وفق تعاليم التوراة، ويعارض أية تسوية مع الفلسطينيين وبالطبع يحارب قيام دولة فلسطينية.
وصف شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي موشيه ليفنغر وزوجته بأنهما "بطلا هذا الجيل". وليفنغر هذا أُدين مرتين بقتل فلسطينيين في الخليل، في أحد المرات في سنة 1988 قتل ليفنغر الشاب الفلسطيني خالد صلاح (42 سنة) وأصاب ابراهيم بالي بجراح خطيرة. وقد حكم عليه بالسجن خمسة أشهر، ولكن أُفرج عنه بعد 10 أسابيع فقط. ومع أن الحاخام ليفنغر أصبح كبيراً في السن إلا أنه ما زال من أنشط قادة المستوطنين في الخليل.

أسس الحاخام مئير كهانا حركة كاخ العنصرية المتطرفة والتي اعتبرت حتى في إسرائيل والولايات المتحدة خارجة عن القانون لأنها تقوم بأعمال إرهابية وتدعم منظمات يهودية متطرفة، وبعد اغتيال مئير كهانا في نيويورك سنة 1990 قام ابنه بنيامين كهانا بتأسيس حركة "كهانا حي" التي تحمل نفس أفكار ومبادئ "كاخ". وقد قُتل بنيامين كهانا وزوجته تاليا في 31/12/2000 على أيدي مسلحين فلسطينيين بالقرب من مستوطنة عوفرا في الضفة الغربية، وقد انتشرت شعارات "كاخ" و "كهانا حي" على جدران المستوطنات وفي القدس الغربية خلال انتفاضة الأقصى الحالية.

في بداية الثمانينات وخلال الانتفاضة الأولى (1987-1992) قامت جماعات يهودية متطرفة مثل حركة "إرهاب ضد إرهاب" بعدة عمليات ضد ممتلكات عربية ومواطنين عرب، من ضمنها عمليات إطلاق نار وهجمات ضد المخيمات الفلسطينية.

قام باروخ غولدشتاين المستوطن المتطرف من كريات أربع بتاريخ 25 شباط 1994 وهو عضو في حركة "كاخ" بقتل 29 فلسطينياً وهم يؤدون الصلاة في الحرم الإبراهيمي في الخليل، قبل أن يتم قتله. ولكن المثير للاهتمام هو ردود الفعل على مجزرة غولدشتاين، فالحاخام دوف ليئور من كريات أربع يقول ( إسرائيل شاحاك ونورتون ميزفنسكي في كتابهما "التطرف اليهودي في إسرائيل"):
"طالما أن غولدشتاين فعل ما فعله باسم الإله، فيجب اعتباره رجلاً صالحا"
وحين سُئل الحاخام ليفنغر فيما إذا كان يشعر بالأسف على تلك الجريمة قال:
"أنا آسف ليس على القتلى العرب فحسب، بل على الذباب الميت أيضا" / إسرائيل شاحاك ونورتون ميزفنسكي في كتابهما "التطرف اليهودي في إسرائيل".
حصل المجلس البلدي في مستوطنة كريات أربع على تصريح من الإدارة المدنية لبناء مقامٍ على ضريح غولدشتاين، حيث أصبح موقعاً يزوره المتدينون اليهود، وفي عيد المساخر عند اليهود هذا العام بتاريخ 11/3/2001 قام عدد من الأطفال اليهود بارتداء ملابس ترمز إلى القاتل غولدشتاين وهم يسيرون في شوارع الخليل مع آبائهم المستوطنين. / صحيفة هآرتس بترايخ 12/3/2001.

ارتكب السفاح غولدشتاين جريمته بسلاح أعطاه له الجيش الإسرائيلي، كونه كان طبيباً يخدم في صفوف الاحتياط، والمستوطنون يُسمح لهم بالخدمة الاحتياط في صفوف الجيش الإسرائيلي (شهرٌ واحد في السنة) في المستوطنة التي يسكنوها أو قريب منها. وفي بعض الحالات يعطيهم هذا الأمر نوعاً من الحماية فيرتكبون اعتداءات ضد الفلسطينيين دون خوف من العقاب.

بتاريخ 1 كانون ثاني 1997 قام نوعام فريدمان (وهو يهودي متطرف يبلغ من العمر 22 سنة ) بإطلاق النار في وسط السوق في مركز مدينة الخليل فأصاب ثمانية مواطنين عرب، منهم اثنان إصابات خطيرة، وقد قال فريدمان فيما بعد:
"أنا لستُ مجنوناً، أردتُ أن أقتل العرب، الخليل لنا سوف تبقى كذلك إلى الأبد، أردتُ أن أعيق إعادة الانتشار في الخليل." /من نشرة "ميدل ايست انترناشيونال"، مقالة جراهام أشر، بتاريخ 10/1/1997.

إن عنف اليمين المتدين ليس موجهاً فقط نحو الفلسطينيين، بل أن اليساريين وأعضاء حركة "السلام الآن" كثيراً ما تعرضوا لاعتداءات، وأحياناً لعمليات قتل، من المعارضين المتطرفين. فمثلاً رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين (تولى رئاسة الحكومة في الفترة 1992-1995) اغتاله مستوطن يميني متطرف لأنه وافق على "تسليم" جزء من "أرض إسرائيل" مقابل السلام. وأحد المستوطنين قال للمجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان: "عدونا الأساسي ليس العرب، بل الحكومة الإسرائيلية". ويقول ديفيد وايزبيرد في كتابه "عنف المستوطنين اليهود" المطبوع سنة 1989:
"يهدف عنف المستوطنين لمنع العرب من ارتكاب جرائم، أو لأخذ القانون باليد."


لقد وصل إلى المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان كمٌ لا يستهان به من الإفادات والتقارير عن تعاون أمني وثيق بين رجال أمن المستوطنات والمستوطنين المتطوعين والجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. وقد أكد عددٌ من المستوطنين أنفسهم أنهم يُسيّرون دوريات أمن مسلحة حول المستوطنات وعلى الطرق الالتفافية بهدف حماية المستوطنين اليهود. مثل هذه الدوريات المسلحة من المستوطنين تتطلب معرفة من الجيش الإسرائيلي أو على الأقل قبولاً ضمنيا، وذلك لخطورة وجودها لأنها لا تخضع لأية قيود أو محاسبة من أدوات القانون الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال: هل توجد لهذه الدوريات أية تعليمات إطلاق نار؟ وفي حالة قام شخص ما بخرق هذه التعليمات، هل هناك اجراءات تأديبية؟ وفوق ذلك، إن هذه الدوريات المدنية المسلحة من المستوطنين تجعل التمييز بين المتحاربين وغير المتحاربين (المدنيين) صعباً، وهذا الفرق بين الطرفين هو ما اعتمد عليه القانون الإنساني الدولي مثل معاهدات جنيف.

اشكرك همسه

يعطيك العافيه

يسلمو همسة على طرحك الرائع

مجهود راقي ومميز

يعطيك العافية

شكرا لك على الطرح

يعطيك العافيه

يسلمو ع الاضافه

تحياااااتي

مشكوووووور ه والله يعطيك الف عافيه

اشكرك على طرحك الراقي والمفيد
يعطيكِ ربي الف عافية
موضوع رائع ومجهود قيم
دمتِ لنا بهذا الإبداع واتمنى لك المزيد
لكِ مني كل التحية والتقدير

مشكــوورهـ ع الطـرح ،،

مجهود مميز

اشكرك لطرحك

موضوع جميل وقيم

اشكرك ع جهودك الرائعة

دمت وادم عطائك

احترامي

جنرآل