أبو خميش الحصن الشاهد على المسيرة النضالية للشهيد أبو عمار..وفدائي يعانق ذكريات لاتنس

دنيا الوطن-همسه التاية

لم يبقى للحاج عبد السلام أحمد أبو خميش (83) عاما، من رائحة للشهيد أبوعمار، سوى ذكريات لا تنسى عن أيام خلت لا تزال محفورة بقلبه وعقله ووجدانه، يفوح منها عبق التحدي والتضحية والحنين لزمن إنطلاق الثورة والكفاح المسلح، يحرص على الدوام على ترسيخها في عقول أبنائه وأحفاده وكل من يجاوره، لتبقى اللحظات القاسية والجميلة التي جمعته و"الرقم اصعب" في معاقل أبو خميش العنيدة خير شاهد على مسيرته النضاليه والتي سطر خلالها القائد الرمز أروع ملاحم الكفاح نحو التحرر والإنعتاق الوطني.

ولا يكاد يغيب عن بال الحاج عبد السلام الذي يقطن في عزبة أبو خميش الواقعة غربي بلدة عنبتا الحديث عن التضحيات الحافلة بالعطاء والإنتصار للأهداف الوطنية، التي سعى أبو عمار وعبر مسيرته الطويلة إلى تحقيقها رغم كافة الضغوط التي فرضت عليه، والتي أجبرته على الوقوف صلبا في وجه كافة المؤامرات التي حيكت ضده منذ بداية إنخراطه في العمل الوطني وحتى إعلان استشهاده والتي لا تزال حقيقتها مغيبة.

ويستذكر الحاج عبد السلام الذي كان يعمل في الحرس الوطني الأردني بداية لقائه ومعرفته بالشهيد أبو عمار "الضابط برتبة نجمتين" وتواصله المباشر معه آنذاك، لعقد إجتماعاتهم السرية وغير المعلنة بمغارة عزبة أبو خميش الواقعة إلى الغرب من بلدة عنبتا، وتنظيم القواعد الفدائية المنتشرة في مختلف مغر أبو خميش لتدارس خطط تنفيذ العمليات وجمع السلاح وزرع الألغام وجمع المعلومات عن الخصم والتي تشهد عليها خلة نقل حمادي وخلة عودة وغيرها من مناطق أبو خميش التي تفجر أراضيها روايات للعديد من الفدائيين الذين زرعوا فيها السلاح لتنفيذ عملياتهم البطولية.

وكعرفانا منه وتقديرا لرفيق الكفاح المسلح " أبو عمار" والذي عرف بإلإسم الحركي"أبو محمد" فقد آثر الحاج عبد السلام على تسمية مولوده الذكر الوحيد بين خمس شقيقات بإسم عرفات، لتأثره برجل المهمات الصعبة والقائد الحازم والمبادر والذي كان يتعامل بإنسانية وتواضع مع مختلف الفدائيين وفي أحلك الظروف.

وتتزاحم التفاصيل في ذاكرة الحاج عبد السلام عن الثائر أبو عمار وعملياتهم الفدائية مع الثوار، والذي انخرط بالثورة في ريعان شبابه وعمل على قيادة الثوار وتوجيهم وإمدادهم بالتعليمات، وعن إحدى العمليات البطولية قال الحاج:" تم التخطيط لعملية تفجيرات في قلب الكيان الإسرائلي، حيث تلقيت تعليمات مباشرة من أبو عمار بمهمة فدائية لتهريب قنابل وإيصالها إلى قلب خضوري عن طريق سائق من حركة فتح، وبالفعل قمت بوضع قنابل وعبوات ناسفة في "سلال" كبيرة وغطيتها بقطعة قماش لمنع رؤيتها، ونثر حبات من التين والرمان فوقها، وأثناء عبوري من الشارع الرئيسي استوقفني أحد المارة للشراء لكنني لم أكترث لطلبته وأخبرته أن البضاعة ليست للبيع وواصلت مسيري ونجحنا بمهمتنا بقيادة وتوجيهات أبو عمار الذي كان يتواصل معنا باستمرار عن طريق "المخشير" ليطمئن علينا وعلى سير العملية الفدائية.

ويرفض الحاج عبد السلام الذي اعتقل عام 68 وقضى أربع سنوات في سجون المحتل، الإفصاح عن اسمه الحركي، إيمانا منه أن العمل الوطني والمسلح انتماء ووفاء، وأن الوطنية تضحية وفداء وعشق يتجسد بالإيمان بالأهداف المنشودة، معبرا عن اعتزازه بالسلام والتحية الخاصة التي كان يرسلها أبو عمار للفدائي الحاج عبد السلام قائلا لدنيا الوطن:" أبو عمار كان دايما ومن مختلف قواعده المزروعة في المغر يحكي للفدائيين والثوار سلمولي على العبد واحكوله خليه ييجي". في إشاره إلى إهتمام الشهيد برجاله الثوار والتخفيف عليهم والتواصل معهم، وفي نفس الوقت حرصه على العمل الوطني الجاد.

ويعتبر الحاج عبد السلام والذي يختزن قصص وأحداث الكفاح والنضال الطويل مع القائد الشهيد أبو عمار ومجموعة من الفدائيين، وبلدته الوادعة والتي كانت بزمن الثوار بعيدة عن أعين الحاقدين بحكم قسوة الطريق المؤدية إليها، حكاية حقيقية ومن صلب المعاناة لمدرسة ثورية يجب أن تروى لكافة أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة كونها تجربة غنية عن التضحية والمقاومة المسلحة في سبيل تحرير الوطن الفلسطيني برمته، فهذه دعوة لكافة الكتاب الوطنيين والقلم الحر لتجميع المعلومات ولقاء الفدائيين وتجميع التجربة النضالية القاسية التي عاشها عشاق الوطن في زمن الكفاح المسلح.

مجهود رائع

وطرح مميز


اشكرك

يسعد قلوبكم يارب ولايحرمني حضوركم المميز