"عملية الساحل" أو ما تُعرف بـ "عملية كمال عدوان" (نسبة إلى القيادي في "فتح" الذي تم اغتياله على يد قوة إسرائيلية خاصة في بيروت)، وهي عملية عسكرية نوعية قامت بتنفيذها مجموعة "دير ياسين" الفلسطينية" بقيادة دلال المغربي، ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية إنزال على الساحل الشمالي في مناطق الـ 48، ومن ثم الاستيلاء على حافلة للجنود الإسرائيليين والاتجاه بها إلى تل أبيب.
وكانت العملية التي خطط لها القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى "الكنيست" (البرلمان) الذي كان في حينه هناك، حيث كان مخطط لها أن تكون عملية فدائية استشهادية.
وفي يوم السبت الموافق 11 آذار (مارس) 1978، تسللت المجموعة المكونة من أربعة عشر شخصًا، بينهم لبناني ويمني، وركبت سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية تصل بهم إلى شاطئ مدينة يافا القريبة من تل أبيب، حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية، غير أن رياح البحر المتوسط كانت قوية في ذلك اليوم فحالت دون وصول الزوارق إلى الشاطئ، وتاهت المجموعة في البحر، ونفذ الوقود، واضطرت المجموعة إلى التجديف حتى يصلوا إلى هدفهم، كما غرق أحد الزورقين مما تسبب باستشهاد اثنين من الفدائيين، بالإضافة إلى فقدان بعض الأسلحة التي كانت على متن الزورق.
وصلت المجموعة إلى منطقة غير مأهولة، ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ دون أن يكتشفهم الإسرائيليون، وذلك في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا، حيث نزلت في مكان يقع بين حيفا وتل أبيب، حيث تمكنت المجموعة من الاستيلاء على حافلة ركاب بلغ عدد من فيها ثلاثين شخصًا، وأجبروها على التوجه نحو تل أبيب. في أثناء الطريق استطاعت المجموعة السيطرة على حافلة ثانية، وتم نقل ركابها إلى الحافلة الأولى، وتم احتجازهم كرهائن ليصل العدد إلى 68 رهينة.
قامت القوات الإسرائيلية، خلال توجه الحافلتين إلى تل أبيب، باستدعاء قوات كبيرة من الجيش و"حرس الحدود" لمواجهة الفدائيين، وتمركزت الآليات العسكرية المدرعة قرب ناد ريفي اسمه (كانتري كلوب)، ليشتبك بعدها الفدائيون الفلسطينيون مع قوات الاحتلال، التي عملت على تعطيل إطارات الحافلة ومواجهتها بمدرعة عسكرية لإجبارها على الوقوف، وبعد معركة عنيفة أطلقت قوات الاحتلال نيران القذائف والرشاشات الآلية على الحافلة، الأمر الذي تسبب في انفجارها واستشهاد دلال المغربي ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي ثلاثين قتيلاً وأكثر من ثمانين جريحًا، كرقم أعلنته قوات الاحتلال.