صحابية قرشية مكية تُكنى بـ أم خالد، أبوها خالد بن سعيد بن العاص أحد السباقين إلى الإسلام، وأمها أميمة بنت خلف الخزاعية إحدى فضليات نساء الصحابة الكرام، وأخوها سعيد بن خالد صحابي جليل وعمها عمرو بن سعيد بن العاص من السابقين إلى الإسلام، وزوجها الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة، رضي الله عنهم أجمعين.
ولدت أم خالد في الحبشة وفتحت عينيها على الإسلام، وكان والدها من المهاجرين إلى الحبشة حين اشتد الأذى على المؤمنين في مكة، وكان لها مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخصّها بهديته، أُتي (عليه الصلاة والسلام) بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: من ترون أكسو هذه؟ فسكتوا. فقال: ائتوني بأم خالد، قالت أم خالد – وهي التي روت الحديث: فأُتي بي أحمل، فألبسنيها بيده، وقال: أبلي وأخلقي (أي تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق) يقولها مرتين. وقد استجيبت دعوته صلى الله عليه وسلم فلم تعش امرأة من الصحابة ما عاشت أم خالد فقد عاشت تسعين عاماً.
كانت (رضي الله عنها) قد تعلمت لسان الحبشة ولغتها، وولدت للزبير رضي الله عنهما عمراً وخالداً.
روى عنها الرواة سبع أحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، من الأحاديث التي روتها أم خالد قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعليّ قميص أصفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سنة سنة (أي بلغة الحبشة حسنة حسنة) فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي (نهرني وزجرني) فقال صلى الله عليه وسلم: دعها، ثم قال: أبلي وأخلقي، ثمّ أبلي وأخلقي
ويروى موسى بن عقبة عنها رضي الله عنهما فيقول: سمعت أم خالد بنت خالد تقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذ من عذاب القبر.
رضي الله عنها وأرضاها وجمعنا الله بها في الجنة بإذنه تعالى.