الكتابة ملكة يهبها الله بعض عباده، فالمحب للخير يستخدم قلمه فيما ينفع الناس، أما غيره فيتخذه فيما يحقق له مصالحه الخاصة التي تنفعه ولا تضر غيره وهذا لا بأس به.
وهناك فئة ثالثة موهوبة في الكتابة تستغل هبة الله في الصد عن سبيل الله وإيذاء الآخرين أو الكذب عليهم، مستغلة القدرة التعبيرية فيما يغضب الله ويهدم دينه.
إن مهارة التعبير نعمة عظيمة إذ ليس كل إنسان يجيدها، فمن وهبه الله هذه الميزة فليستثمرها في إرضاء الله بالذكر والدعاء وأمر بمعروف ونهي عن منكر ودعوة للدين وإصلاح بين الناس وغيرها من وجوه الإحسان.
والكتابة يعبر بها الإنسان عن ما تجيش نفسه بمشاعر مختلفة ويوصل بها أحاسيس ومشاعر للآخرين.
وموهبة القلم ترفع صاحبها في نظر القارئ وتمكن له في قلوبهم ذكريات وعطاء القلم ليس سهلة الانقياد لكل كاتب فالبعض يعاني منه عناء الحوامل أثناء الولادة، فلا يخرج الموضوع إلا بعد أيام من الهم والتفكير والبحث.
وقد يتجزأ العطاء لعدة أيام حتى يكتمل ويجمل تنسيقه على هيئة السطور ومن الناس من وهب تدفق القلم كالشلال غزارة وسرعة! و{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} لكن الأهم هو إفادة القارئ في دينه ودنياه وإطلاعه على معارف تثري معلوماته وتفتح المجال الذهني للتأمل فمن وهب خيراً وملكة كالكتابة فليحافظ عليها قبل زوالها ولا يستخدمها في معصية كحياة تسلب عنه: ورحم الله الشاعر حين قال:
إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم