ليس المهم من يكسب ومن يخسر المعركة
لا تخلو العلاقة بين الزوجين من مشاحنات
واختلافات تبدو في ظاهرها جذرية
وقد توحي بانتهاء روابط الزواج كحل وحيد،
إلا أن وجهة نظر جديدة تؤكد أن الشجار
له أصول وفن إذا اتُبعا سيكون لهما تأثير
إيجابي على استمرار الزواج.
أوضحت الباحثة الأميركية، لورا دوبل في كتاب "
الزوجة المطيعة"
، أن الشجار في مجال الحياة الزوجية له
أصول وفن،
ونصحت الزوجة بعدم تسفيه آراء زوجها أو الاستخفاف
بها أثناء الشجار، مع الحرص على الابتعاد عن
الكلمات الجارحة وإهانته وتجنب نقده أمام الآخرين
أو أمام الأبناء
، بل الاعتياد على احترامه حتى أثناء العراك،
واعتبرت أن الكلمة الطيبة هي بلسم في الحياة
الزوجية خاصة في حالة الخصام.
كما قدمت الباحثة بعض النصائح للزوج أيضا،
تمثلت في
: اعتبار أن الاختلاف الفكري بين الزوجين
لا يمنع من وجود واستمرار حياة سوية
طبيعية،
ودعت إلى الحرص على أن يحقق هذا الاختلاف
تكاملا وليس تنافرا. كما نصحت الزوج
باتباع أسلوب الحوار الصريح البسيط الذي
يعبر عن وجهة نظر دون هجوم أو انتقاد.
وذكرت أن نتيجة الخلاف بين الزوجين تعتمد
سواء كانت بناءة أو مدمرة على مدى كونهما
خصمين شريفين أم لا؟
بمعنى أن الخلاف قد يتحول إلى مناظرة
في التجريح الشخصي الذي لن يؤدي إلا إلى
تفاقم الوضع وانتهائه بنتائج قد يصعب تلافيها.
وضبط الأخصائيون قواعد النزاع الشريف
بين الأزواج ضمن الأطر التالية:
التزام الزوجة بموضوع الخلاف لأن الوقت ليس
مناسبا لفتح مواضيع في طي النسيان كما أن
ذلك لن يخدم موضوع الخلاف.
بالإضافة إلى الحرص على تجنب التجريح
الشخصي،
مما يتطلب الوعي بسبب الشجار والذي يتمحور
حول حل موضوع معين،
وليس إيذاء الشخص الآخر أو التفكير في من يخرج
منتصرا،
لأن عدم احترام الطرف المقابل،
وبمجرد مهاجمته سيتوقف عن مواصلة
النقاش.
كما يجب الابتعاد عن التعميم والالتزام
بالحقائق المتوفرة والحرص على شرح ما
حصل والتأثيرات النفسية الناتجة عنه.
ومن جانب آخر، تقليديا حين ينشب الخلاف بين
الزوجين مثل: سوء فهم،
أو اكتشاف عدم وجود أشياء مشتركة،
أو مواجهة تحديات وعدم القدرة عليها،
فإنهما يهربان بشكل غريزي إلى الاعتقاد
بأن علاقتهما لا يمكن أن تستمر وأنهما مختلفان
تماما.
إلا أن الأطباء يؤكدون أن المشاحنات
الزوجية قد تكون أمرا صحيا و"شرا لابد منه"
للشعور بقيمة الاستقرار والهدوء بعد انتهاء
المشاحنات.
ومن جانب آخر يقف بعض الأزواج على
النقيض تماما من هذا المفهوم، حيث أنهم
يعتبرون
الخلافات بين الزوجين نقطة مضيئة يمكن أن تقود
إلى الحب الحقيقي.
فالالتزام والشجاعة والإرادة القوية قصد
استبدال أنماط السلوك غير السليمة بين
الزوجين بخيارات صحية،
يستطيع الشخص تعلم كيفية تحويل الخلافات
إلى عوامل مساعدة للتقدم والنمو بدل أن
تصبح تربة خصبة للمتاعب.
إن الخلافات بين الأزواج يمكن أن تصنع من
الأعداء محبين حسب بعض الباحثين في
هذا المجال.
ومن الأساليب التي تجعل الزوجين يواجهان
الخلافات بينهما بدل الهروب إلى الوراء
خطة تتألف من تسع خطوات من شأنها تمكين
الزوجين من اكتشاف طريقة جديدة للبقاء معا
والتوصل إلى قرار يرضي كليهما
، وبالتالي فإن كل ما يحتاجه الشخص هو
التحدث إلى نصفه الآخر حول المشكلة والإصغاء
مليا وباحترام حقيقي إلى وجهة نظره.
وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:
- تحديد القضية المختلف عليها بالتفصيل
-التعبير عن المشاعر وتبليغها بكل أمانة وبطريقة
منفتحة قدر المستطاع.
-إبراز الاهتمام بالشريك والوعي بأن العلاقة
الزوجية تشبه الفسيفساء المكونة عديد الأجزاء
الصغيرة،
واعتبارها أهم من أي شيء آخر.
-الحذر من التخريب الذاتي حيث أن على
كل من الزوجين معرفة ما يدور بداخلهما
وأن لا يسمحا لنفسيهما بالقيام بتصرف
سلبي أثناء الأوقات الصعبة بينهما.
-تغيير طريقة التفكير والانفتاح على الحقيقة
القائلة بأن أية قضية يمكن فهمها بطرق
مختلفة وغير ذلك سيؤدي إلى الانغماس في
الخلافات والصراعات الزوجية.
-تحمل المسؤولية الشخصية وسؤال الذات
عن الطريقة أو الطرق التي من شأنها
دفع الزوج أو الزوجة إلى إغضاب أحدهما
الآخر.
-يجب العلم بأن القرارات المتخذة بشأن
الخلاف لن تحترم في غياب التوافق مع الطرف
الآخر.
-يتوجب على الزوجين أن يكونا على درجة عالية
من الإدراك وعلى كليهما أن يضع الآخر
في ضميره. كما يجب تقدير خبرة الطرف
الآخر والقبول بالاختلاف.
- يتوجب على الزوجين أن يبحثا عن الحلول
معا وعليهما آنذاك تذكر أنهما شخصان
مختلفان وأن القرارات يجب أن تكون
منصفة لكليهما.