في أيّ شيءٍ يقتل الأبرارُ .... و لأيّ شيءٍ يُسجن الأحرارُ
في أي أمنيةٍ تراق دماؤهم .... فدماؤهم فوق الثرى أنهـارُ
اليوم قد حط المسافر رحله .... من بعدما طَالت بِِه الأسفارُ
اليوم قد رحل الحبيب مودعاً .... أرزاء عَيــش ٍما لهنّ قرارُ
يا يوم إسماعيل, زُف مُحـلقاً .... نحو الجنان يحيطه الإكبـارُ
يا يَوم زفّ ففي الصدور مواجعٌ .... تزجي الهموم وفي المدامع نارُ
رَجل البُطولة والثبات تزينهُ .... أخلاقه , ويشع منه وقــارُ
في قلبك الأقداس في عينيك .... حب الأرض في عزماتك الإيثارُ
ما أطول مكثك في السجون مصابراً .... تأبى الهوانَ , و دأبُك الإصرارُ
ما سر مشيك بين أنياب العـدى .... مشي الطريد تحيطه الأخـطارُ
ما صغتُ بيتا ً فيك إلا ســاقه .... حزني و دمعي يشــهد الجبار ُ
خـُيّرتَ أيَ الحسنيين فلم يكن .... إلاّ جِنان الخـــلد ما تختارُ
يا من بنيتم ألفَ سورٍ حولكم .... ما أغنتِ الجدران والأسوارُ
أترى يفيدكمُ السلاحُ إذا أتت .... جُند الحماس كأنها الأقدارُ
فلئن قتلتم قائداً فلتعلـموا .... أَن لن يطول جوابنا و الثارُ
و لئن طردتم مبعداً من بيته .... كان المهاجرَ حفهُ الأنصارُ
يا آية الشهداءِ يا حلما ًسرى .... فوق المآذن , و النـداءُ منارُ
سبحـان ربي إنَ من آيـاته .... في يوم ِموتـِك أن تُصان الدارُ
أعلمتَ أن القدسَ ليست ترتوي .... إلا إذا ماتت لها الأخيــارُ