بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيدان إبراهيم وخالد اللوح: تخاصما 15 عاما وتصالحا قبل استشهادهما بدقائق !
شاء القدر أن تتعطل سيارة خالد اللوح " 42 عاما " الذي كان ينوى السير بسيارته بعدما ركب معه عماته ووالده داخل السيارة لينطلقوا إلى منزل الشهيد كمال اللوح " 35 عاما " الذي استشهد باستهداف من طائرة استطلاع داخل منزله بمنطقة الحكر بدير البلح ليرتقى شهيدا على الفور ويتم نقله لمستشفى الأقصى ، لينزلا والده وعماته وينطلقا بسيارة أخرى المنزل نحو منزل الشهيد بعد السير خلف موكب جنازته من المستشفى .
ليحدد القدر من جديد الأشخاص الذين يركبون السيارة ليسيروا نحو الشهادة التي قدرت لهم ، فبعد محاولات حثيثة نجح خالد بإعادة تشغيل سيارته للانطلاق لمنزل الشهيد ليتفأجأ بابن عمه إبراهيم " 38 عاما " شقيق الشهيد كمال الذي تخاصم معه من قبل 15 عام ، يدخل السيارة ويسلم عليه ويتحدث قليلا معه ثم تركب معه أخته آمال " 40 عاما " وابنة أخته "إلهام " 25 عاما " في السيارة للوصول لبيت الشهيد .
حوار سريع كأنها لحظة وداع بصفاء الخواطر بينهما ، ليبتعدا عن باب المستشفى قليلا ، فأطلقت عليهم طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخا أصاب السيارة بشكل مباشر ، ليرتقى الأربعة شهداء على الفور ، لم يصدق الجميع والأقارب والحضور هذا المشهد التمثيلي الذي بدأ بعطل في السيارة ونزول ثلاثة أشخاص من أهل السائق ، ويركب إبراهيم وأسرته ، ليسقط الصاروخ على الفور .
أشلاء تناثرت هنا وهناك من الشهداء الأربعة فعادوا لمستشفى الأقصى بعد أن خرجوا منها للتو بعد تقبيلهم للشهيد ، الذي انطلق إلى منزلهم ليودعوه إلى مثواه الأخير ، ليرقدوا في نفس المكان الذي كانوا بداخله لوداع الشهيد ليجتمع الأربعة شهداء في سيارة واحدة وثلاجة واحدة وموكب جنائزي واحد .
ولم يصدق على ناصر اللوح " 35 عاما " الذي تربطه صلة قرابة ابن عم وعمة الشهيدين ما سمعه عن استشهادهما ، فقبل لحظات من الاستشهاد رفض دخول السيارة ليتوجه لمساعدة احد الأقارب الذين تواجدوا في المستشفى لنقله لقسم الأشعة والمساعدة في علاجه داخل المستشفى .
جمعهما الحزن على الشهيد فتقاربت القلوب بينهما ، فتسامحا في الدقائق الأخيرة قبل وصولهم للجنة في رحلتهم الأخيرة في سيارة خالد ، وعادت المودة بينهما قبل الرحيل بشهادة على ابن عمهم الذين كان رفيق دربهم ، حتى أن البعض اعتقد أن على من ضمن الشهداء نظرا للعلاقة التي تربطهم يبعضهم البعض وتواجدهم الدائم مع بعض ، ليدفنهما بجانب بعض .