.
عــــــكـــــــــا
قـاهـرةُ نـابـلـيــون
.
.
.
عكا مدينةٌ كنعانيةٌ قديمه ، لها تاريخٌ أصيل وتراثٌ كبير كما هي حال كل مدن فلسطين المحتله ، وإسمها اليوم هو نفس إسمها الكنعاني القديم ، حيث اطلق عليها الكنعانيون إسم عــكــو ويعني الرمل الحار كون المدينة مدينةً ساحليةً تقع على شاطيء البحر الأبيض المتوسط وتتميز بشمسها ذات الأشعة الدافئة والخلابه ، ذكرت في رسائل تل العمارنة بإسم عكا، وتناقل العبرانيون ذات الإسم فيما بينهم ، بينما وردت في النصوص اللاتينية و اليونانية بإسم عكي ، أما المصريون القدامى فقد كانوا يسمونها بــ عــك …
ثم سميت المدينة بإسم عــكــون إبان الحكم الروماني لها ، وفي عصر الإسكندر سميت بــ بتوليمايس ، إلى أن جاءها الفتح الإسلامي واعاد إليها الإسم عكا ، وبعد الإحتلال الصهيوني الغاشم عاد إسم عكو للظهور وبه تعرف الأن ..
انشأها الكنعانييون بدايةً كمرفاً بحري للصيد والتجاره ، وعانت المدينة الكثير من الغزوات والحروب بسبب موقعها الإستراتيجي ومينأها المهم ، وقد مر عليها الكثير من الغزاة والفاتحين مثل تحتمس الفرعوني و سرجون الأكادي و بختنصر البابلي و قمبيز الفارسي و الإسكندر المقدوني و أنطوخيوس البيزنطي و بومبي الروماني و معاوية بن أبي سفيان الصحابي والخلفية المسلم والفاتح صلاح الدين الأيوبي و إبن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر و نابليون القائد الفرنسي و إبراهيم باشا الجزار القائد العربي المسلم ، وأخيراً البريطانيون ومن بعدهم اليهود الملاعين ..
كان الفتح العربي الإسلامي للمدينة عام 16 للهجره على يد الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنه ، وفي عام 20 للهجره انشأ فيها الخليفة معاوية بن أبي سفيان داراً لصناعة السفن حيث أنه أعجب بمهارة اهل المدينة في هذه الصناعة لمّا زارها بنفسه ، ومنها إنطلقت السفن في عام 26 للهجرة لاحتلال جزيرة قبرص ، وبهذا نتبين دور المدينة العظيم في الفتوحات الإسلامية كونها كانت نقطة التحضير والإنطلاق لأول غزوةٍ إسلاميةٍ بحريه ..
حكم المدينة الشيخ ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر وانشأ سور المدينة القديم ،وخلفه من بعده وبعد أبناءه أحمد باشا الجزار في نهاية القرن نفسه ، وقام بتجديد السور وتحصينه وزيادة مناعته وقوته ..
وفي أثناء حكم الجزار أتت حملة نابليون إلى الشرق الأوسط ، واستطاع نابليون إحتلال مصر و غزه و يافا و حيفا ووصل إلى مشارف مدينة عكا بغية إحتلالها عام 1779 للميلاد ، ونادى الجزار في الناس ووقف فيهم خطيباً يحثهم على الجهاد والنصر أو الشهاده ، واستجاب له أهل المدينة بأسرهم وتجهزوا لمقاومة نابليون الذي حاصر المدينة طويلاً وأمطرها بوابلٍ من قذائف المدافع وزخات الرصاص ، وإستمر حصاره لها طويلاً وتكبد جيشه خسائر فادحةً في الأرواح والعتاد ، وكان نابليون مصمماً على إحتلال المدينة حيث أنها كانت المعقل المقاوم الأخير قبل أن يصبح الشرق بأسره تحت سيطرته ، ولكن عزيمة وإصرار وشجاعة وإيمان اهل المدينة ومقاومتهم الباسلة وحصانة أسوارهم منعته من ذلك ، إلى أن إضطر إلى الإنسحاب يجر أذيال الخيبة والهزيمة وكانت تلك هي المرة الأولى التي يُهزم فيها نابليون على الإطلاق ، وقبل أن يرحل رمى بقبعته فوق أسوار عكا من غيظه وقال على الأقل مرت قبعتي من فوق أسوارك يا عكا ..
ورحل نابليون وهو يقول : تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا ، سلامٌ عليكِ سلاماً لا لقاء بعده
أُحتلت المدينة بعد ذلك من قبل بريطانيا عام 1918 ، وسيطرت عليها العصابات الصهيونية المسلحة في 18-5- 1948
تقع عكا على شاطيء البحر الأبيض المتوسط كما ذكرنا سابقاً على الرأس الشمالي لخليج حيفا غربي منطقة الجليل ، وتبعد عن القدس حوالي 173 كيلومتراً من الشمال الغربي ، ويعيش في عكا ما يقرب الـ 50 ألف نسمةٍ تبلغ نسبة العرب منهم ما يقارب الـ 30% ..
تشتهر عكا بصناعة الزجاج و الأصبغه ، وقد إختارتها اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي ، ومن اهم معالم المدينه :
أسوار عكا : وهي الأسوار التي أنشاها الشيخ الزيدي وجددها الجزار باشا ، وهي التي تصدت لهجمات نابليون ولا تزال قائمةً إلى يومنا هذا ، وهي تحيطُ بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم ويبلغ طولها 2580 مترا …
القلعه : تقع في شمال المدينة وتتألف من أقسامٍ ثلاثةٍ هي الخزانة و الجبخانة وهي كلمةٌ تركيةٌ تعني مخزن السلاح والثكنة العثمانيه …
مسجد جمال باشا الجزار الكبير …
سجن عكا المعروف بسجن القلعه ، وهو الذي جرى فيه إعدام الأبطال الثلاثة بعد ثورة البراق محمد جمجوم و فؤاد حجازي و عطا الزير …
حمام الباشا العثماني …
مقام النبي صالح عليه السلام …
والعديد من المساجد وأشهرها مسجد الرمل ، ومسجد الزيتونه
وأترككم الان مع صورٍ للمدينة ومعالمها
مسجد الجزار
منظر من أسواق عكا القديمه
وهنالك مثلٌ شهير عن عكا يقول
لو أن عكا تخاف البحر لما سكنت شاطئه
منقول