ــ مــأدبـــا :ـ تقع مدينة مـأدبـا إلى الجنوب من العاصمة الأردنية بحوالي 40 كم ، وهي مدينة تاريخية موغلة في القدم،بناها المؤابييون ، وتعاقبت عليها أمم ٌ وحضارات ٌ كثيرة ٌ متنوعة ٌ؛ فقد إستولى عليها الأموريون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وعملوا على إحراقها ، والعمونيون ( 156 ق . م ) ثم حكمها الأنباط طيلة الفترة البيزنطية ، ثم سيطر عليها العرب عام 636 م بعد معركة اليرموك .
تعني كلمـة مــأدبـــا في اللغة الآرامية " مياه الفاكهة " أو " المياه الهادئة " أو " المكان الطيب " وتشتهر مــأدبـــا بالمواقع الأثرية المتعددة منها جبل نـِيـبـُـو والكنيسة المقامة عليه وكنيسة الروم الأرذوثوكسية التي أُنشئت عام 560 م وفيها أرضية الفسيفـساء المشهورة بخارطتهـا والتي تعود إلى العهد البيزنطي ، وتبين هذه الخريطة المواقع الدينية من منابع دجلة والفرات شمالا ً إلى منابع النيل غربـًا ، إصافـة للقدس وبيت لحم .
ــ جبل نـِـيـبـُـو :ـ يقع هذا الجبل إلى الشمال الغربي من مدينة مــأدبـــا بحوالي 10 كم ، ويذكر أنه سـُمي بهذا الإسم نسبة إلى إله التجارة عند البابليين ( نـبا )، وورد ذكره في التوراة ( 1300 ق . م ) بما هو نصـُـه ُ " هذا جبل نبو الذي هو في أرض مؤاب ... " ، كما جاء في مسلة الملك ميــشــع ملك المؤابيين ذكر جبل نيبو والحروب التي دارت عليه . ويعتقد المسيحيون أن النبي موسى عليه السلام وقف مع قومه على هذا الجبل وتوفي ودفن فيه . أما الكنيسة المقامة على هذا الجبل فقد كان أول من ذكرها سيدة تدعى أثيربا عام 394 م عندما زارتها حيث قالت " إنها كنيسة صغيرة تضم ضريح موسى " . وتتألف الكنيسة من مكان للمعمودية ومن عدد ٍ من الغرف التي تحتوي أعمالاً فنية ً من الفسيفساء ؛ تشتمل على صور ٍ دقيقة لأشكال ٍ من الأشخاص والأشجار والحيوانات والطيور ، ويذكر أنها كانت كنيسة صغيرة إلا أنها شهدت توسعا ً في أواخر القرن الخامس الميلادي إلى أن ضربها زلزال ٌ في أواخر القرن السادس الميلادي فتهدمت ، ثم تم إعادة بنائها عام 597 م.
يرتفع في الجانب الغربي من الكنيسة نصب ٌ ؛ حيث يلتف أفعى على عصا تمثل عصا موسى عليه السلام ،وهذا النصب يرمز للقوة ، وويرمزإلى أهمية هذا الجبل وهذه الكنيسة من ناحية دينية ، فقد إعتمد الفاتيكان جبل نيبو والكنيسة المقامة عليه من ضمن المناطق الخمسة للحج المسيحي ، وتأكيدا على هذه الأهمية ِ ، فقد قام قداسة البابا بزيارة تاريخية إلى جبل نيبو والكنيسة بتاريخ 20 / 3 / 2000 ، كما قام البابا شنوده الثالث بزيارة مماثلة ، إليهما ، في شهر حزيران من عام 2005 .