صلاة الوتر
يعرف الوتر لغةً بأنه ما لم يشفع من العدد، أي كل ما هو فردي، أمّا شرعاً فهي نوع من أنواع صلاة النافلة، وقد اتّفق الفقهاء على أنّ وقتها يكون في الليل من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، علماً أنّ أفضل وقت لها هو وقت السحر، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يكن يتركها مهما كان ظرفه، سواء أكان في سفرٍ أم في حضر، وذلك يدلّ على أهميّتها، وفضلها العظيم، إلّا أنّ الكثير من الناس يجهلون ما هي هذه الصلاة، وفي هذا المقال سنشرح عنها أكثر.
ما هي صلاة الوتر
حكم صلاة الوتر
اختلف الفقهاء في حكم هذه الصلاة على قولين، هما:
سنّة مؤكّدة:
حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّها ليست واجبة، وذلك لما رواه عبادة بن الصامت عن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (خمسُ صلواتٍ كتبَهنَّ اللَّهُ على العبادِ، فمن جاءَ بِهنَّ لم يضيِّع منْهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ، كانَ لَهُ عندَ اللَّهِ عَهدٌ أن يدخلَهُ الجنَّةَ، ومن لم يأتِ بِهنَّ فليسَ لَهُ عندَ اللَّهِ عَهدٌ، إن شاءَ عذَّبَهُ، وإن شاءَ أدخلَهُ الجنَّةَ) [صحيح أبي داود]، وإنما هي سنّة مؤكّدة، وذلك لما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أوتر، ثمّ قال: (يا أَهلَ القرآنِ أوتروا؛ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وترٌ يحبُّ الوتر) [صحيح النسائي].
واجب:
حيث ذهب لهذا الرأي الحنفيّة، واستدلّوا على ذلك بقوله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادكم صلاةً فصلوها فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ الوترُ)، وقد ذهبوا إلى أن الأمر يفيد الوجوب.
عدد ركعات صلاة الوتر
أقل الوتر:
أقل الوتر عند الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة ركعة واحدة.
أكثر الوتر:
أكثر الوتر عند الحنابلة والشافعية أحد عشر ركعة، وفي قول أنها عند الشافعية ثلاث عشرة ركعة.
أدنى الكمال للوتر:
أدنى الكمال لها هو ثلاث ركعات. كيفية صلاة الوتر تختلف
كيفية صلاة الوتر
باختلاف عدد ركعاتها، حيث إنّ المصلي قد يوتر بركعة، أو بثلاث ركعات، أو بأكثر، فإن أوتر بركعةٍ ركع وسجد وتشهّد وسلّم، وإن أوتر بثلاث ركعات يجوز له أن يصليها متصلة بتشهّد واحد، كما يجوز أن يصليها بتشهّد من غير تسليم بعد الثانية، وتشهدٍ مع تسليم بعد الثالثة، وذلك كما يصلي صلاة المغرب، كما وجوز له أن يفصل بينها فيصلي ركعتين، ثم يسلّم، ثمّ يصلي ركعة، وكل تلك الصور صحيحة.
كيفية الصلاة بعد الوتر
أورد الفقهاء رأيين لمن صلى الوتر، ثم أراد أن يصلي بعده صلاة نافلة، وهما: أن يصلي المسلم شفعاً كما يشاء، ثم لا يوتر بعد ذلك، وعلى هذا أجمع جمهور الفقهاء. أن يبدأ المصلي نافلته بركعةٍ يشفع بها وتره، ثم يصلي شفعاً كما يشاء، ثم يوتر، وفي ذلك جمع بين الحديث الذي يأمر بأن تكون صلاة آخر صلاة الليل وتراً وبين الحديث الذي ينهى عن وترين في الليلة الواحدة، وقد ذهب الشافعية إلى هذا الرأي.
صفة صلاة الوتر
الفصل:
وذلك لمن أرد الفصل بين ركعات الوتر، فيسلم بين كل ركعتين، فإن نوى أن يصلي خمس ركعات، فإنه يصلي اثنتين، ثم يسلم، ثم يصلي اثنتين أخريين، ثم يسلم، ثم يصلي الركعة الأخيرة، وهكذا.
الوصل:
وذلك أن يصلي أكثر من ركعة بشكلٍ متصلٍ دون أن يفصل بينها بسلام، ولهذه الصفة حالات، هي:
1. الوتر بثلاث ركعات، وصورتها أن يصلي المسلم الثلاث ركعات، بحيث لا يفصل بينهن بتشهد، وذلك منعاً للتشبه بصلاة المغرب.
2.الوتر بخمس أو بسبع ركعات، وصورتها أن يسردهن سرداً، فلا يجلس إلا في آخرهن، ولا يفصل بينهن لا بتشهد ولا بتسليم.
3. الوتر بتسع ركعات، وصورتها أن يسرد ثماني ركعات، ثم يجلس للتشهد دون تسليم، ثم يصلي الركعة التاسعة، ويتشهّد ويسلم، ولا بد من الإشارة إلى أنه يجوز في هذه الحالات الثلاث أن يسلم من كل ركعتين.
4. الوتر بإحدى عشرة ركعة، وصورتها أن يسرد عشرةً يتشهد بينهما، ثم يقوم ويأتي بركعة، ويسلم، كما ويجوز له أن يسردها كلها، فلا يجبش ولا يتشهد إلا في آخرها.
منقول