[frame="9 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
غزة : "مكفوفون" يلعبون الكاراتيه ! .. صور
مؤمن ومحمد ومحمود جميعهم اصدقاء جمعهم اعاقة واحدة افقدتهم نعمة البصر بشكل جزئى او كلى، وبرغم اختلاف اسباب اعاقتهم، الا انهم اجتمعوا على رغبة واحدة بالالتحاق فى رياضة الكراتيه للدفاع عن انفسهم واكتساب الثقة.
بالزى الابيض الرسمى الخاص بهذه الرياضة بجانبه حزام المرحلة الاولى برياضة الكراتيه، يجلس اغلب الاطفال المكفوفين الملتحقين بهذه الرياضة بجانب ذويهم لتقديم افضل العروض امامهم قبل الانطلاق لساحة المهرجان والتكريم فى نادى المشتل الرياضى.
مؤمن البيطار " 15 عاما" فقد بصره منذ الولادة ويدرس فى مدرسة النور والامل للمكفوفين، التحق بدورة الكراتيه بعدما رشحته ادارة المدرسة برفقة اصدقائه للالتحاق فى الدورة بنادى المشتل الرياضى وسط مدينة غزة، ليتقنها خلال اقل من شهر واحد.
وخلال جلوسه داخل صالة الكراتيه فى النادى، لا تفارق البسمة وجه مؤمن بعد انجازه لهذه الرياضة والتاهل لحفل التخرج وتكريم المجموعة، معتمدا خلال جلوسه على حاسة السمع منتظرا اشارة الكابتن للتجمع برفقة اصدقائه لتقديم العرض.
ويقول البيطار انه التحق فى رياضة الكراتيه لتساعده فى الدفاع عن نفسه وحمايته من اى مواقف قد يتعرض لها فى طريقه، وأضاف" نحن المكفوفين لدينا قدرة لصناعة كل شئ باتقان وممارسة كل انواع الرياضة، مثلما اتقنت هذه الرياضة تدريجيا، واتمكن من معرفة اى عدو امامى من خلال صوت الحركة وتحديد الاتجاه، ومثلما اخذ الله منا نعمة البصر عوضنا بحاسة سمع بديلة وقوية".
ولم يخفى البيطار انه تعرض لمواقف صعبة فى حياته من خلال مشاكسة احد جيرانه له فى الطريق ومحاولة الاعتداء عليه، الا ان رده كان عنيفا بصد هذا المشاكس.
ويتابع" خلال الدورة تعلمت الادراك الحسى وتحديد الاتجاهات والكاتة الاولى والجمباز وفنون القتال والتعامل مع اى خطر يواجهنى، وساتابع مهاراتى فى هذه الرياضة فى المرحلة المقبلة".
وكما هو الحال لدى الطفل محمد الجدى الذى التحق فى الدورة ليدافع عن نفسه وتعلم مهارات الكراتيه، وتمنى من جميع زملائه المكفوفين بالالتحاق بهذه الدورة للاستفادة والثقة بالنفس.
ويعانى الطفل الجدى ابن الحادية عشر من عمره، من طول نظر رافقه منذ الولادة، وجميعهم لم يفارقهم الشعور بالسعادة خلال الانتهاء من التدريب استعدادا لتقديم عرض امام اهاليهم وذويهم وتكريمهم من ادارة النادى.
وقال الطفل محمود حيدر احد الملتحقين فى هذه الدورة" سبب اعاقتى هى وجود مياه بيضاء على عينى منذ الولادة، لكن نظرى بدأ يتحسن الان، والتحقت فى هذه الدورة للدفاع عن نفسى واستفدت الكثير منها".
بدوره قال الكابتن حسن الراعى مدير اكاديمية المشتل للالعاب القتالية ومدرب الكراتيه، ان هذه المرة الاولى على مدار سنوات عمله منذ 18 عاما، يقوم بتدريب مكفوفين،
وقال " اخذنا دورات كثيرة تختص بالمعاقين، ولكن فعليا هذه المرة الاولى التى اقوم فيها بتدريب مكفوفين، واتجهنا لهذه الفئة لتهميشهم من المجتمع، وطه حسين هو اديب عربى وكفيف فى نفس الوقت، وكانت نظرتى ان يتم اشراك المكفوفين فى المجتمع وابراز طاقتهم للجميع ورعايتهم".
وتابع " تم اختيار مجموع من المكفوفين من خلال مركز النور، وشعرت بالسعادة خلال تدريبهم لاتقانهم مهارات جديدة فى حياتهم، على الرغم من نقص حاسة مهمة فى حياتهم، واحتاج تدريبهم مجهود عالى".
واشار الراعى انه سيتم تطوير الفريق وتدريبه لتمثيل فلسطين فى الملاعب الدولية بهذه الرياضة الخاصة بالمكفوفين، مطالبا المؤسسات الرياضية برعاية وتبنى هذا الرفريق وتنمية قدراته.
وفى السياق أكد محمود الكردى رئيس نادى المشتل الرياضى ان ادارته تعمل على اصلاح النادى الذى استلموه قبل ستة اشهر، والدخول فى معترك جديد غير متوفر فى الاندية الاخرى، وكان الكراتيه لذوى الاحتياجات الخاصة هو المخطط الاول واستهداف المكفوفين، وسيتم تخصيص دورات اخرى للصم والبكم فى المرحلة المقبلة.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــع
[/frame]