قادني مزاجي الفوضوي بالامس الى الاستماع الى اغنية " الاطلال " وكان اول ما تبادر الى ذهني حينها هو صناعة كاس ٍ من القهوة لاحتسائه مع الأغنية .
وفي اللحظه التي كنتُ ابحثُ فيها عن مكان القهوه " ، كانت قد بدأت الست تردد "يا فؤادي لا تسل أين الهوى" ، كان صرحاً من خيال ٍ ف هوى
وحين اسدليتُ على مكانها الكائن على احد الرفوف سألت نفسي اذا ما كان كاس واحد يمكن ان يفي لهذا الغرض .. عندها كانت السيده تشدو " اسقني وأشرب على اطلاله " .
صنعت كأسين من القهوه ، وذهبت لمتابعة ما يجري في مصر عبر احدى المواقع الالكترونيه ورغبة الاخوان المسلمين في ارجاع الرئيس المخلوع و في تلك اللحظة كانت الست قد وصلت إلى المقطع الذي يقول "كيف ذاك الحب أمسى خبرا وحديثا من أحاديث الهوى" .
أنهيت قراءتي للمقال وذهبت ُ الى خبر يتحدث عن ضرورة التقشف العام لانعدام الدعم المالي للبلد وبالتالي التهيؤ لتاجيل الرواتب .. في هذه اللحظة كانت الست قد وصلت لمقطع " إنني أعطيت ما استبقيت شيئا " ، وحين وددت ان اعلق على الموضوع اكتشفت ان سياسة الموقع لا تنشر التعليقات الغير موضوعيه وانها تحجب الردود التي لا تاخذ بعين الاعتبار الصالح العام ... وقتها كانت السيده تصدح"آه من قيدك أدمى معصمي" .
حينها قمتُ بالتجول بين الكثير من الاخبار والمقالات والمواضيع وقد اثار حفيظتي خبر يقول "ان عروض السيد كيري لاستئناف المفاوضات مغريه وكثيره " ، في هذه اللحظة كانت الست قد وصلت لمقطع " كم بنينا من خيال حولنا "
و في نفس الموقع كان هناك خبر جديد يقول " ان حماس تدرس العوده الى حضن ايران بعد كل المتغيرات التي جرت من حولها " ، وقتها كانت الست قد وصلت لمقطع "وانتبهنا بعدما زال الرحيق ... وافقنا ... ليت أنا لم نفيق" .
عندها قرات خبرا على راس الصفحه كان باللون الاحمر " "الفلسطينيون يتهافتون على مكاتب الارتباط لاستصدار التصاريح اللازمه لزيارة البحر"
حينها كانت السيده تصرخ "هل راى الحب سكارى مثلنا".
تابعت ليلتي وتنقلي بين المواقع والمواضيع بحثا عن الأخبار، كان معظمها مؤلم .. مخزي ... مبكي ... مفجع ... يرمي بظلاله نحو الياس والتعاسة والملل ، وبلحظة كنتُ قد فقدت فيها انتباهي ، تحركت يدي اليسرى يمينا فانزلقت كاسة القهوه وسقطت أرضا متهشمة على أنغام ترديد الست " يا حبيبي كل شيء بقضاء ... .
ورغم زعلي على كاسة القهوه التي بللت القميص ، إلا أني ضحكت من الاعماق على أثر خبر كان مفاده ان زوج اقدم على طلاق زوجته لان الطبخه كانت تحتوي في مكوناتها على جزر بينما كانت الست تردد في نفس اللحظة مقطعها الأخير " لا تقل شئنا فان الحظ شاء.
* * *