أسئلة فايسبوكية للمتزوجين
والمتزوّجات.. من يجرؤ على الإجابة؟
بقلم: زليخة زيتوني
- سؤالٌ للمتزوّجات: هل تدخلن إلى الفايسبوك بعلم أزواجكن، وهل تسمحن لأزواجكن بالاطّلاع على رسائلكن الخاصة وهم يطلعوكن على رسائلهم الخاصة؟
سؤال للمتزوّجين: هل تسمحون لزوجاتكم بدخول الفايسبوك وهل "تراقبون" قوائم أصدقائهن ورسائلهن الخاصة؟
سؤالان طرحتهما على صفحتي الفايسبوكية للمناقشة بين الصديقات والأصدقاء، وقد تباينت التعليقات بين الجرأة والوضوح في الإجابة، وبين التنكيت والممازحة في التعليق. لكن ما تخفّى في التعليقات كان هو الأهمّ، لأنه كشف بأن الفايسبوك قد صار من "الطابوهات" الاجتماعية التي تحتاج إلى جرأة كبيرة لمناقشتها خاصة فيما يتعلّق بحضور المرأة وتفاعلها وطبيعة المواضيع التي تكتبها ومعنى الصداقة الفايسبوكية لديها وأمور أخرى كثيرة.
في حين عبّر بعض الأزواج أن زوجاتهم يعلمن بحساباتهم في الفايسبوك ويتابعن منشوراتهم ويعرفن قائمة أصدقائهم، ولكنهم لا يسمحون لهن بالاطلاع على المراسلات الخاصة ويعتبرون ذلك "حرية شخصية".
بينما عبّرت بعض الزوجات أن أزواجهن لا يمانعون من دخولهن الفايسبوك ولكنهم يمتلكون اسم الدخول وكلمة السر لحساباتهن الفايسبوكية، ولكن معظمهن يتخفيّن خلف أسماء مستعارة وبينهن من يستعملن حسابات أزواجهن في التواصل والتفاعل.
وفي سياق التعليقات، هناك من قال بأنه لا يسمح لزوجته بالدخول إلى الفايسبوك، ولا يؤمن بالتواصل الاجتماعي وإقامة الصداقات الافتراضية عندما يتعلّق الأمر بزوجته، بينما حضوره هو على الفايسبوك ومناقشته للموضوع وامتلاكه لحساب فايسبوكي هو إقرار منه بأن ما لا يقبله لزوجته قد قبله لنفسه من أجل أن يتواصل مع نساء لا يعرفهن وبينهن متزوجات بالتأكيد.
ومن أهمّ الملاحظات التي توصّلنا إليها من خلال المناقشات والتعليقات، أن النظرة العامة للفايسبوك هي نظرة سلبية وملغومة بالشك من أهداف وغايات من ينتسب إلى هذا الفضاء الأزرق.. وكأن الفايسبوك هو فضاء للمواعدة وتبادل الغراميات وربط العلاقات العاطفية، وليس فضاء لممارسة الحرية الفكرية والأدبية وتبادل الاهتمامات والهويات والانشغالات والمعلومات والمعارف وغيرها من الأمور التي تجعل من شبكات التواصل الاجتماعي ثروة قابلة للاستثمار في الحياة اليومية والإفادة منها في مجالات الإعلام والعلم والذوق والوعي و...
كما لاحظنا أن هناك من أشار إلى "أمور دينية" داعيا إلى تحكيم الدين في التواصل الاجتماعي في الفضاء الأزرق، والاحتكام إلى أخلاقيات إسلامية، بل هناك من أورد ذكر "الوعيد الإلهي" مُلمّحا إلى الخيانات التي تحدث بين الأزواج في الفايسبوك.
إلى جانب هذه الملاحظات، هناك أخرى كشفت عن "القهر" الذي تعانيه المرأة حتى على الفايسبوك سواء وهي منتسبة إليه بما تتعرّض له من مضايقات وتحرّشات وأحيانا ابتزاز ومساومات، أو بمنعها من الانتساب إليه، بينما يستأثر الرجل بكامل "الصلاحيات" لممارسة نشاطاته الفايسبوكية بما في ذلك إقامة علاقات عاطفية واستنزاف أوقات طويلة من ساعات يومه على حساب زوجته وأولاده.