درس رائع من بائعة اللبن
كان الفاروق – رضي الله عنه – يتفقد أحوال الرعية ذات ليلة ، فسمع امرأة تقول
لابنة لها : قومي إلى ذلك اللبن فامزجيه بالماء ، فأجابت الفتاة :
يا أمتاه ، وما علمت بما كان من عزم أمير المؤمنين ؟ قالت المرأة :
وما كان من عزمه يا بنية ؟ قالت : إنه أمر مناديه فنادى : لا يشاب
اللبن بالماء ، فردت المرأة قائلة :
يا بنية : قومي إلى اللبن فامزجيه بالماء ، فإنك بموضع لا يراك عمر ،
ولا منادي عمر . فردت الفتاة على الفور : يا أمتاه ، إن كان عمر لا يعلم ،
فإله عمر يعلم ، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء .
فلما أصبح عمر ، قال لابنه عاصم : اذهب إلى مكان كذا وكذا ، فإن هناك
صبية ، فإن لم تكن مشغولة فتزوج بها ، لعل الله أن يرزقك منها نسمة مباركة .
وصدقت فراسة الفاروق – رضي الله عنه – . فقد تزوج عاصم بتلك البنية ،
فولدت له ” ليلى بنت عاصم ” فتزوجها عبد العزيز بن مروان ، فولدت له
عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل – رحمه الله تعالى – ورضي عنه .