توصلت دراسة أجريت في هونغ كونغ الى ان »اللوبيول« وهو احد المركبات الموجودة في بعض الفواكه كالمانجو والعنب والفراولة له فاعلية في قتل وكبح جماح انتشار الخلايا السرطانية في الرأس والعنق, فقد اظهرت التجارب التي اجريت على الفئران ان »اللوبيول« كان له اثره الفعال مع عقاقير العلاج الكيماوي ويكاد يكون خالياً من الآثار الجانبية, وقد نشر علماء من جامعة هونغ كونغ تقريرهم في المجلة العلمية »ابحاث السرطان«.
يقول أنتوني يووين البروفسور في قسم الجراحة: »لهذا المركب القدرة على اخماد حركة الخلايا السرطانية وكبح نموها كما ظهر انه اكثر فاعلية مقارنة بالعقاقير التقليدية مثل »السيسبلاتين« وتزيد الفاعلية اذا ادمجناه مع عقاقير العلاج الكيماوي وله اثار جانبية ضئيلة جداً.
ويخطط الفريق لجولة اخرى من التجارب والاختبارات لاجرائها على الحيوانات آملين ان يشرعوا في نهاية الامر بالتجارب الاكلينيكية على البشر رغم الفريق لم يلتزم في هذا الصدد باطار زمني لتنفيذ ذلك.
جدير بالذكر ان سرطان الرقبة يشتمل على انواع عدة من السرطان مثل سرطان الانف وسرطان تجويف الفم وسرطان الحلق وسرطان الحنجرة والغضروف الدرقي والغدد اللعابية وهي انواع سرطانية تشيع لدى الآسيويين بمعدلات عالية عن الاوروبيين مثلاً.
من بين عوامل الخطر لحدوث هذه السرطانات التدخين, والافراط في تناول الخمور ومضغ بذرة الفوفل (الكوثل) وهي نوع من النخليات منتشر في منطقة جنوب شرق آسيا, وتناول وجبات تعتمد على الاغذية المحفوظة والمعلبة كالاسماك المملحة.
ويصعب علاج هذه الانواع من السرطانات حيث ان 50 في المئة منها لا يشخص الا بعد فوات الاوان لتقدم وانتشار المرض وتقل فاعلية العلاج كما تستعصى الجراحة والتي يصعب اجراؤها اساساً في منطقة الرأس والرقبة حيث تتضمن ازالة قدر كبير من الجلد والانسجة الرخوة التي اصابها السرطان كما ينبغي على الجراح ان يرسم صورة لكيفية تغطية الجروح المفتوحة قبل البدء باستئصال الاورام.
وقال يووين: ان »اللوبيول« موجود ايضا في الخضراوات وبذرة الزيتون والتين ونخيل »البلميط« (ذوي السعف المروحي) وله القدرة على ايقاف البروتين الطبيعي nfkb الذي يجعل الخلايا تصلح نفسها وتنمو بما في ذلك الخلايا السرطانية.
في التجربة تم حقن الفئران المصابة بخلايا سرطانية خشبية لسرطان الرأس والعنق ويقول تيرنس لي احد الباحثين في الفريق: "مع استعمال"اللوبيول" توقف انتشار الخلايا السرطانية وقل حجم الورم مقارنة بالعقاقير التقليدية وبشكل اسرع".
كما ان العقاقير التقليدية جعلت الفئران نحيفة في الوقت الذي حافظت الفئران التي تعاطت "اللوبيول" على حجمها, وتجدر الشارة الى ان الهزال عادة ما يعتبر علامة سيئة في مسيرة مقاومة السرطان.
كما يأمل يووين ان يطبق »اللوبيول« على سرطانات اخرى تعتمد بالمثل على بروتين nfkb في نموها وانتشارها ويقول: »قد يكون ممكناً استعمال (اللوبيول) مع انواع اخرى من السرطان لانه قادر على اخماد بروتين nfkb والذي ينشط مع كثير من السرطانات الاخرى كسرطان البروستاتا وسرطان الثدي".