ايها الراحلون على براق المســتحيل الى الفضاء الله في ذاك الخلود ، ايها
العابرون فوق امتداد الجرح ما بين الفاء والنّون ..منها تختصر كل الحكايات ..كل الدماء وأصداء الشتات ..وأنين غربتنا واشلاء نكتبنا ...
ومن يكتشف لب الكلام ولغة السَّنام يُدرك ترانيم الحروف ..فبين الفاء والنون عشقنا كل الحروف .. عشقنا شموخ اللام ، غمزة السين ، و وجع الطين ..
عشقنا جموع الراحلين على غمامٍ نُسِجت خيوط بياضه من عبير أطفالنا وأرواح شهدائنا ..وسيّرته رياح الخالدين الى ارتقاء لا يضاهيه ارتقاء ..والى بهاء لا يضاهيه بهاء ..والى خلودٍ لن يجابهه فناء ..
فيا ايها الوجع الجميل لو ادركت سرَّ رحيلهم و رحيلنا فوق بساط حروفنا وجراحنا المطرّز برحيق العابرين وحنين الطين الى بلاد الياسمين ،لركبت غيمة فرحنا مسرعا نحو الخلود ..
فهنالك يكمنُ خفايا غرسنا الاول ، وهنالك مهد البدايه والنهايه وانبعاث الروح بعد علّوها فوق التراب الساكن ، وفوق جبهة المدى المتلالئ والفضاء الرحب ..
ويا ايها البحر الذي غرقت عيونك بالبكاء حينما انطفأت شمس النهايه خلف اكتاف الافق المهيب أبشر بشمس لن تغيب ..
ويا ايها الليل الذي عشعش في تلابيب الضياء ..أبشر بصبح الارتقاء ..
ويا ايها الموت المحتم خذ من بقايا عمرنا ، واختزل اوجاعنا واسرج خيولك من اكبادنا واجعل مدانا في مداك ، واقبض جناحنا في ثراك ، فأنّا انتظرناك دهراً على دهر ..ليهلَّ طيف رحيلك حتى نرتقي الى فضاء الله في ذاك الخلود ...
ناي.م ...