رغم ما تعيشه غزة من حصار خانق ألقى بضبابية على مناحي الحياة المختلفة فإن عقول أبنائها لم تتوقف عن الإبداع والابتكار والتحليق باسم فلسطين في سماء العالمية.
ففي الجامعة الإسلامية في غزة تمكنت ثلاث طالبات من كلية تكنولوجيا المعلومات من تمثيل فلسطين في نهائيات كأس العالم للتخيل 2009، الذي تنظمه شركة مايكروسوفت العالمية، بعد فوزهن في المسابقة التمهيدية على خمس فرق على مستوى الجامعات الفلسطينية.
وعبرت كل من سارة كحيل ونجوى بركة ومروة الروبي اللائي قدمن دراستهن ضمن مشروع بحث تخرجهن من الجامعة، عن تفاؤلهن بالفوز بالمركز الأول بالمسابقة الدولية التي ستجرى في القاهرة منتصف الشهر المقبل.
ويرتكز مشروع الدراسة على تعليم الشبكة العصبية الاصطناعية التي هي مجموعة من العقد الاصطناعية الموصلة مع بعضها لمحاكاة دماغ الإنسان عن طريق برنامج محوسب للتعرف على المتسلسلة الزمنية للأحوال الجوية بأقل نسبة أخطاء من التنبؤ.
ويمكن الاستفادة من الفكرة –بحسب الطالبات- بالتنبؤ كذلك بأسعار الأسهم والعملات والمستوى التعليمي، فضلا عن أن المشروع الذي يتمتع بدقته العالمية، وتكاليفه القليلة، مقارنة بتكلفة الحصول على خدمات كهذه من الأقمار الاصطناعية.
وتطمح الطالبات الثلاث إلى تطوير المشروع مستقبلا في الوقاية من الكوارث البيئية كالأعاصير والعواصف.
الطالبات في قاعة مختبر الحاسوب بتصفيات المسابقة على مستوى الجامعات الفلسطينية
تميز المشروع
وتقول الطالبة مروة الروبي -إحدى الطالبات المشاركات في المشروع- إن أهم ما يميز هذا المشروع عن المشاريع السابقة في هذا المجال تمكنهن من خلال حسابات الضغط الجوي والتنبؤ بدرجات الحرارة من خلال قاعدة معلومات كبيرة بأقل التكاليف.
وذكرت في حديثها للجزيرة نت أن فكرة المشروع جاءت لقناعتهن التامة بضرورة رفع اسم فلسطين عالياً، وتوطين المعرفة واستثمارها وتحويل الابتكارات والأفكار إلى إنجاز يكون ذا مردود علمي واقتصادي من أجل نهضة حقيقية وتنمية شاملة، والإثبات للعالم أن العقول الفلسطينية قادرة أن تعطي وتنجز رغم الحصار والظروف الصعبة.
أما الطالبة نجوى بركة، فأشارت إلى أنهن استطعن بالصبر والعزيمة والإصرار التغلب على النقص الحاد في قاعدة البيانات في قطاع غزة إضافة إلى الحرب الأخيرة التي أثرت سلبا على أوضاعهن النفسية وتسببت في تأخر إنجاز المشروع.
نصر للقضية
واعتبرت في لقائها مع الجزيرة نت أن تأهلهن لمسابقة كأس التخيل العالمية نصرا كبيرا للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية قبل أن يكون حافزا ومشجعا لهن في مواصلة تطوير فكرة المشروع بعد تخرجهن من الجامعة.
من جانبه أشاد معتز سعد المشرف على تنفيذ المشروع لما يقدمه من خدمة مساندة للدول ذات الإمكانيات المحدودة التي ليس لديها أقمار اصطناعية آو أجهزة متقدمة للتنبؤ بالطقس بدقة كبيرة.
معتز سعد المشرف على المشروع
وطالب بضرورة إبراز المقدرة الوطنية في الابتكار والاختراع وعرض الاختراعات والابتكارات الخاصة بالأفراد والجامعات والمؤسسات البحثية والحكومية وشركات القطاع الخاص وترسيخ ثقافة الاختراع والابتكار، والتأكيد على دور وسائل الإعلام في نشر هذه الثقافة وتوطيد علاقة التعاون والشراكة بين المخترعين والمبتكرين من جهة والمستثمرين والجهات ذات العلاقة من جهة أخرى.
يشار إلى أن هذه المسابقة العالمية من أهم المسابقات في مجال تكنولوجيا المعلومات والإبداع والتفوق علي مستوى العالم، وتلقى أهمية ومتابعة من كافة المهتمين والمتخصصين في هذا المجال