هل تشكل المقاومة غرفة عمليات مشتركة للحرب المقبلة؟
تصعيد إسرائيلي بين الفينة والأخرى على قطاع غزة، عبر طائراته تارة ومدفعياته تارة أخرى، مخترقة بذلك كل اتفاقيات التهدئة الموقعة بينها وبين المقاومة.
كما أن التهديدات الإسرائيلية بإمكانية شنها حرباً رابعة على قطاع غزة، متواصلة وليست غريبة عليها، ولكن هل ستسعى المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة؟ أم ستكتفي بالتنسيق الميداني فقط؟
أكد الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين أبو مجاهد، أن المقاومة الفلسطينية لا تسعى لجر معركة جديدة على قطاع غزة، مشيراً إلى أنها تحافظ قدر الإمكان على الهدوء الموجود في غزة.
وقال في لقاء خاص لـ"دنيا الوطن": "من يفرض معادلة جديدة على المقاومة من وضع آليات جديدة للتعامل مع المستجد هو المحتل، الذي يحاول في كل مرة أن يقصف أهدافاً للمقاومة ويروع المواطنين الآمنين، دون أن يكون هناك رد، وبالتالي فإن الصمت سيد الموقف لدى الفصائل الفلسطينية".
وأضاف: "أنا على يقين بأن المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقبل بهذه المعادلة في ظل هذه الظروف السيئة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني وفي ظل عدم وجود معادلة يحاول الاحتلال ترويجها وفرضها على أبناء الشعب الفلسطيني".
وتابع: "ليس أمام المقاومة الفلسطينية سوى الرد والدفاع عن أبناء شعبنا بكل إمكانياتها وقدراتها".
وأكد أبو مجاهد، أن المقاومة الفلسطيني استطاعت في الفترة الأخيرة تطوير قدراتها وإمكانياتها للدفاع عن أبناء شعبها، لافتاً إلى أنه لو فرضت معركة جديدة فليس أمام المقاومة سوى مقارعة ومجابهة الاحتلال بكل ما أوتيت من قوة.
وبين أنه في حال حدوث أي جديد على التهدئة فإن هناك تنسيقاً ميدانياً بين القوى والأنظمة العسكرية لدى فصائل المقاومة، مشدداً على ضرورة تشكيل غرفة عمليات مشتركة للارتقاء بمستوى العمل العسكري.
وقال: "عندما نفكر بأصوات عالية فسنخرج بأفكار مجدية لصالح تطوير العمل العسكري وتوحيد جهد العمل المقاوم، وسيكون وقعها أكبر على المحتل الإسرائيلي، ولكن حتى هذه اللحظة لا توجد غرفة عمليات مشتركة، والمساعي الآن إعلامية ليس إلا".
من جانبه رأى المختص في الشؤون العسكرية حمزة أبو شنب، أن الحديث عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين الفصائل الفلسطينية غير وارد، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً عالياً جداً بين فصائل المقاومة الفلسطينية ميدانياً.
وقال في لقاء مع "دنيا الوطن": "ليس شرطاً أن يكون هناك غرفة عمليات موحدة كي تدير أي عدوان قادم على قطاع غزة، بقدر أن يكون هناك تواصل على مستوى عالٍ".
وأضاف: " الظروف الميدانية لا تسمح الآن بالحديث عن غرفة عمليات مشتركة واحدة، وذلك بأن يجلس كل قيادات المقاومة في مكان واحد، وبالتالي فإن التنسيق في المرحلة الحالية يغني عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وكفيل بأن يكون هناك آليات مشتركة"، لافتاً إلى أن التنسيق موجود ليس فقط في حالات الحروب، وإنما في المرحلة الحالية أيضاً.
وفي السياق أوضح أبو شنت، أن هناك تنسيقاً على أعلى المستويات بين قيادات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منوهاً إلى أن هناك لقاءات مستمرة.
وبين أن هناك آليات تتعلق بالضبط الميداني والتوجه والتصعيد، كما أن هناك مواقع لكل الفصائل الفلسطينية يتم التوافق عليها، بالإضافة إلى أن هناك نقاطاً للرباط، معتبراً أن هذه الأمور تقع تحت إطار نقاط الالتقاء والتنسيق بين الفصائل.
وفي سياق ذي صلة، رأى أنه بما أن هناك عمليات مشتركة بين الفصائل فإن هذا يدل على وجود تطور في تبادل الأسلحة.
وأكد المختص في الشؤون العسكرية، ألا عدوان عسكرياً على قطاع غزة في المرحلة القادمة سواء من قبل المقاومة أو الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن الظروف السياسية أو تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية لن يساعدان على اندلاع الحرب، منوهاً إلى أن التقرير أعطى كبحاً للاحتلال من التوجه إلى عدوان جديد، والذي لن يكون له أهداف عسكرية أو استراتيجية.
المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية اللواء يوسف الشرقاوي، أوضح أن المقاومة جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي قادم، لافتاً إلى أن هناك 3 تنظيمات قادرة على تشكيل غرفة العمليات المشتركة، وهي كتائب عز الدين القسام وسرايا القدي وكتائب أبو علي مصطفى، متوقعاً أن المقاومة لديها القدرة على الرد بشكل محدود وموجع على العدو الإسرائيلي.
ورأى الشرقاوي، أن تجربة غرفة العمليات المشتركة غالباً ما تكون فاشلة، بسبب وجود أسرار لكل فصيل واستراتيجيته، منوهاً إلى أنه من الصعب التوحد على استراتيجية واحدة حالياً، وبالتالي فإن التنسيق الميداني اليومي أفضل.
وأشار الشرقاوي إلى أن التنسيق بين الفصائل يكون خلال الحرب فقط على أرض المعركة، لكن حالياً لا يوجد هناك اتفاق بين الفصائل من الناحية السياسية فكيف سيتم الاتفاق عسكرياً، على حد تعبيره.
وفي سياق آخر، أكد المختص في الشأن الأمني والعسكري، أن المقاومة لم تقرأ ما بين سطور تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية، مشير إلى أن ما في ظاهره شيء، وما في باطنه شيء آخر.
وقال: "في ظاهره كان هناك تقصير، ولكن في باطنه كان هناك نية باحتلال قطاع غزة، وبالتالي فإن كل الاحتمالات واردة بشن حرب رابعة على قطاع غزة".
03-04-2017, 11:43 PM
هل تشكل المقاومة غرفة عمليات مشتركة للحرب المقبلة
العرض العادي
