الاهتمام المتزايد بالمياه والحاجة إليها, دفع الكثير من الدول لإيجاد الوسائل اللازمة لضبط الهدر وترشيد استخدامها من خلال التقنيات الحديثة وتكوين أنماط استهلاكية تهدف إلى الاستعمال الواعي والعقلاني للمياه, ولابد من القول: إن مشكلة المياه أصبحت تشكل قاسماً مشتركاً بين الدول بسبب الصعوبات التي ستواجه العديد من المجتمعات إن كان على المدى القريب أو البعيد, وأصبح الاهتمام يتعاظم بالطرق الكفيلة لاستدامة هذه الثروة عبر تبادل الخبرات والمعلومات من خلال المؤتمرات الدولية أو الاقليمية التي تنظم بهذا الشأن.
إن الاجتماع الاقليمي الحادي عشر للجان الوطنية العربية للبرنامج الهيدرولوجي الدولي التي نظمته وزارة الري بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة (اكساد) والمنظمة العربية للبيئة والثقافة والعلوم اليسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لغربي آسيا, الذي يسلط الضوء على الواقع المائي في الوطن العربي كونه أكثر المناطق في العالم جفافاً وهذا يستدعي إيجاد الآليات الملائمة للحفاظ على الموارد المائية لنا وللأجيال القادمة.
إن صيغة المؤتمرات التي تتناول واقع المياه وكيفية الاستفادة القصوى من هذه الثروة يكون عبر مشروعات قادرة وفاعلة على قاعدة تحليل المعلومات وتوظيفها وتبادل الخبرات والدراسات بين البلدان العربية والتجارب المطبقة التي أثبتت جدواها في تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية المتاحة.
الواقع الحالي للمياه يتطلب إجراءات مكثفة لإيجاد الطرق الكفيلة بتأمينه للجميع على أن تنهي النقص الحاصل من جراء تزايد الاستهلاك بسبب النمو السكاني من جهة, وتنوع المشروعات الصناعية والزراعية من جهة أخرى والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه, وهذا يجعلنا نناقش حالة يتم الاهتمام بها والتركيز عليها, وهي اعتماد طرق الري الحديثة وقدرتها على توفير الاستهلاك في المياه وتوزيعها على المزروعات والمساحات الخضراء بشكل منظم ومدروس ما ينعكس بشكل إيجابي على الثروة المائية, وخصوصاً أن الطرق التقليدية في ري المزروعات فيها هدر كبير في كميات المياه ولابد من اعتماد أساليب الري الحديثة والتأكيد على استخدامها من قبل الجميع, وهذا مرهون بالنشاطات والبرامج التي تقوم بها الجهات المعنية بشرح مزايا طرق الري الحديثة والتسهيلات المصرفية والقروض الميسرة التي تعطى وتقدم في هذا الإطار, وكلما كانت الندوات والمحاضرات والدروس العملية قريبة من المزارعين أعطت نتائج مشجعة وحافزاً على التوسع باستخداماتها ومن الجميع.
إيجاد البدائل وتوظيف جميع الخبرات والمعلومات الدقيقة هو المطلوب لاستدامة هذه الثروة إضافة إلى تزايد الوعي لأهمية استخدامات المياه بشكل منظم عبر تقنيات متطورة, إضافة إلى التوسع بمشروعات معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة لري المزروعات والاستخدامات الصناعية الأخرى, وهذا يتطلب تضافر الجهود لتعميم ذلك على جميع المدن والبلدات مع مراعاة المشكلات البيئية التي تترافق مع قيام مثل هذه المحطات إذا لم تتم دراسة مخاطرها وأضرارها في حال عدم اكتمال المشروع من جميع جوانبه ووفقاً للشروط المطلوبة0
01-06-2010, 10:50 AM
الثروة المائية واستدامتها
......... ينقل لخارج القسم الثروات المائية .......... ( الثروات الطبيعية )
العرض العادي
