نحن لا نكبر عندما يشير التاريخ بسبابته إلى يوم ميلادنا البعيد
و لا نكبر عندما ينهش الشيب فروة رأسنا ،
لا نكبر بمرور حافلة الروضة في شريط ذكرياتنا و لا بنسيان مواعيدنا الهامة
ولا بإقامة قطعة حلوى لأسبوع كامل في الثلاجة دون أن يأكلها أحد ،
لا نكبر عندما تتساقط أسناننا مهاجرةً دون إذن منا بعد عقود من العمل المضني ،
لا نكبر عندما نصبح عاجزين عن الحياة بلا نظارة
ملتصقة في وجوهنا حتى في أحلامنا الليلية المشوشة ..
نحن نكبر حين يمر عزيز في حياتنا ولا يلبث أن يسرقه الموت او القدر منا ،
نكبر حين تستغيث آذاننا مطالبةً بأصوات من فارقناهم و لو بالصدفة إلى مجرى سمعنا ،
نكبر عندما يعصف فصل الخريف بعلاقاتنا و يتساقط البشر من حولنا فجأة ،
نكبر عندما نتوجع ويأخذ منا القدر اعز مانملك وليس بيدنا شيئا سوى الرضا والتسليم لحكمه،
نكبر حين تشرق الشمس و تغيب ونحن نعيش على ماضينا نشتاق لطفولتنا لذكريتنا نتمناها ونحبها اكثر من الحاضر والمستقبل،
ببساطة نكبر حين تهرم قلوبنا وتمر بها عواصف الحياة
ونحن واقفين نمثل امام غيرنا الثبات والسعادة
ونحن نموت من داخلنا بصمت صاخب ..
اللهُم رمضان مُختلف ،
ينتزعنا من غفلة الحياة والركض ورائها ،
اللهُم رمضان يطهّر القلب و العقل ولا يُبقي فكرة ولا عادة إلا قومهّا وحسنها
اللهُم همة وعزيّمة دائمة وقوّة في الطاعة وإخلاص تامٌ لك ❤️.