يحكى أنه كان هناك معلمة في إحدى
المدارس على قدر كبير من الجمال والثقافة
والادب، كانت محبوبة من جميع تلاميذاتها
وصديقاتها في المدرسة،
وفي يوم من الايام تفاجئت هذه المعلمة
الخلوقة بسؤال غريب من إحدى صديقاتها،
حيث دخلت عليها صديقتها في يوم المكتب
قائلة : هل يمكن أن أسألك سؤال شخصي
إن لم يكن لديك مانع ؟
فأجابتها المعلمة :
تفضلي ليس لدي مانع بالتأكيد، فسألتها
صديقتها مباشرة : لماذا لم تتزوجي حتى الآن
على الرغم من أنك تتمتعين بالجمال والرقة
والنعومة، كما أنك مثقفة وذات خلق ويتمناك
الكثير من الرجال؟
فكرت المعلمة قليلاً ثم قالت : كان هناك
امرأة لديها خمس بنات، فهددها زوجها إن
ولدت بنت أخرى سيتخلص منها ويطلقها لانه
كان يريد ولد، وعندما جاء موعد الولادة شاء
الله عز وجل ان تلد هذه المرأة بنتاً اخرى،
فقام الرجل ووضع البنت عند باب المسجد بعد
صلاة العشاء، وعند صلاة الفجر عاد الرجل
إلى المسجد فوجد ابنته كما هي لم يأخذها
أحد، فأحضرها من جديد الى المنزل وكان كل
يوم ياخذها ويضعها الى المسجد وبعد الفجر
يجدها كما هي.
مرت سبعة أيام على هذا الحال وكانت والدتها
تقرا كل يوم عليها القرآن الكريم وتدعو أن
يحفظها لها الله عز وجل، المهم مل الزوج من
هذا الأمر فقرر أن يحضرها ولا يعيدها إلى
المسجد من جديد، فرحت الام كثيراً واطمئن
قلبها وشكرت الله تعالى، ولكن حملت الام
من جديد، فعاد الخوف والقلق اليها، ولكن الله
رزقها هذه المرة بولد، وكانت البنت الكبرى قد
ماتت، ثم حملت المرأة وانجبت ولد آخر،
فماتت البنت الاصغر من الكبرى مباشرة،
وهكذا حتى ولدت المرأة خمس أولاد وتوفيت
التي كان يريد الأب ان يتخلص منها وكان
يضعها عند المسجد كل ليلة.
بعد فترة توفيت الأم وكبرت البنت وكبر الأولاد
جميعاً، سكتت المعلمة لحظة ثم ابتسمت
في حزن وهي تقول :
هل تعلمين من هي هذه البنت التي أراد
والدها أن يتخلص منها؟ لم تجب الصديقة
على الرغم من انها خمنت الاجابة، فاجابت
المعلمة في بساطة :
إنها أنا، لهذا السبب لم أتزوج
حتى الآن، لأن والدي كبير
في السن وليس لديه احد يرعاه إلا أنا،
واخوتي الخمسة اولاد يزورونه
مرة كل شهر واحياناً كل
شهرين لأنهم متزوجين ولديهم
مسؤولياتهم الخاصة،
أما أبي فهو دائم البكاء ندماً
على ما فعله بي يوماً.