العودة   حلم فلسطين عالم التميز والابداع > منتدى فلسطين ارض العز والكرامة > التراث الشعبي والزي الفلسطيني
التسجيل روابط مفيدة

الإهداءات
صفاءالقلب من حلم فلسطين : أضعف الناس هو من ضعف عن كتمان سره.    


الرجل الفلسطيني والميجنا والعتابة

التراث الشعبي والزي الفلسطيني


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-2022, 01:06 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية عبد الرحمن ابو جامع

إحصائية العضو








 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
عبد الرحمن ابو جامع غير متواجد حالياً

المنتدى : التراث الشعبي والزي الفلسطيني
Awt20 الرجل الفلسطيني والميجنا والعتابة

يُعتبر الزّجل الفلسطيني بحكم موقع فلسطين واسطة عقد أزجال الأقطار العربية برغم حيف الدّهر، ووطأة القهر على الشعب الفلسطيني، وما تعرض له من تآمر استعماري، وطمع غربي، ونكبات ونكسات امتدت قرابة قرن من الزمان، ولا يخفى على المطّلع أن للزجل الفلسطيني خصوصية بسبب طبيعة الجغرافية الفلسطينية الممتدة بين الجليل والنقب، ومن سيف البحر إلى قمة الجبل، ثم إلى أعماق الغور، ولما يمتاز به هذا البلد من طقس معتدل تارة، وصحراوي تارة أخرى وتحولات في تضاريسه لا تُتاح إلا لقارة كبيرة، ثم التلوين البارز في تركيبة سكانه بين مدينة وقرية وبادية، وسكان أصليين ضربوا في جذورهم في أعماق التاريخ، وآخرين وافدين مما أكسب اللغة المحلية المحكيّة الفلسطينية ثروة كبيرة في التراكيب والمفردات، وقد رَفَدتْها اللهجات المتعددة حتى استقامت إلى جانب الفصحى، هذه لغة الخاصة وهم قلة نادرة، وتلك لغة العامة وهم السواد الأعظم.

إن المتعمق في دراسة اللهجات الفلسطينية، ومفردات لغة العامة وتراكيبها يستطيع أن يكتشف صلتها بالأرض منذ الكنعانيين وهم آباؤونا الأولون، وليس أدل على ذلك أيضا من صور الحياة الفلسطينية ؟ وخاصة الفلاحية ؟ وهي في حقيقتها كنعانية، ولم تستطع عوادي الزمن محوها لأن الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض، وللأرض على مر العصور، وكرّ الدهور.

بنى الفلاح الفلسطيني بيته من الطين، وسقفه بخشب أشجار الوعر، وجعل عماده القمح والزيت ؟ وهما أسدان في البيت ؟ وما تنتجه الكروم من تين وعنب ورُمّان، ويستطيع الناظر أن يتحقق من شدة إرتباط الفلاح الفلسطيني بأرضه عندما يرى كثرة السناسل ؟ وهي جدران تُبنى بالحجارة لحفظ التربة من الانجراف بالأمطار والسيول، خاصة في التلال والمنحدرات الجبلية ؟ والتي لا تزال شاهدة على الجهد الفلاحي المبذول في أرض الجليل، والجبال الممتدة من جرزيم وعيبال قرب نابلس إلى رام الله، والقدس والخليل، وأعتقد أن هذه الجدران لا شبيه لها في سائر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.

إن طين الأرض الفلسطينية كان مادة الإنتاج الأولى للأداوت المنزلية التي استعملها الإنسان الفلسطيني، فالخابية، والجّرةَّ، والمِنْشَل، والإبريق، والكوز، والقِدْرة، والمقلاة اتخذت من الصلصال الفلسطيني، وربما كانت الجرّة الغزاويّة هي أول جرّة في التاريخ، ولما كان الإنسان امتداداً لهذا الصلصال فإن الشاعر الفلسطيني استطاع بحسه المرتبط بالوجود أن يرى صورة الجرّة في المرأة، وصورة المرأة في الجرّة، وتشبههما صورة "عشتار" إلهة الخصب الكنعانيّة، وهو القائل:

سِتّـي "زْليخا" مِسْمــَرَّه

مـا بـَنْـسَــاهـا بـالـمـرّه

راحت تاتْمَلِّي من العين

جَـرّه وِبْتِـحْـمـِـلْ جَـرّه


●●●


راحت تاتْمَلِّي من العين

هي وجارتها إم حسين

وْيا عيني مَحْلا الـثنتيـن

مـِثْـل النّقشِـه والـطُـرَّه


العين والجرّة، والحقول والبيادر، والمقاثي، وكروم الزيتون، والمحاجر، والمشاحر والمراعي هي مكونات الحياة الفلسطينية، وقد اعتنى الإنسان الفلسطيني بالزّرْع والضَّرْع، فقَرَّب الطير والماشية إلى حياته وقاسمها المعيشة في منزله، وعانى مثلها الحَرَ والقَرّ، والشّرد والبرد، وتوالت عليه وعليها الفصول بين الأرض والسماء، وإن خياله ساح مع الغيوم، وراح في الليالي يسامر النجوم، وكان لها وجود في تفكيره، وبها عرف المواقيت وتقلّبات الطقس، وحلول المواسم، ولذا فإن لنجمة "الغَرّار" محل في بيت العتابا الفلسطيني الذي يقول:

طِللْعت نِجْمِة "الغَرَّار" بَكّيْر

تِضْوي عاجَبَل حورانْ بَكّيّر

أنا لاسْري مع النّسمات بَكّير

وَاقطف زَهِـرْ خَدِّكْ عَالـنَّدَى

●●●


لا أزال أذكر منذ طفولتي ذلك الراعي الذي وقف على الشّيّار العالي ؟ أي الصّخر الشاهق ؟ في الجبل المحاذي لقريتي "دير الأسد" الجليليّة وأطلق لصوته العنان، وغنّى:

يا ناهي مـن بَعدِْنا ميـن سَلاّكْ؟

يا ناهي مـن العِنَبْ مَلّيت سلّك

وانا جسمي من الهجران سَلّك

يـْلِفـُّونُـهْ عـلـى بـَكـْرَة خَشـَـبْ

●●●


ولا يخفى أن كلمة "سَلَّك" الثالثة هي من السِلْك، وهو الخيط الدقيق، وقد سَمّى الناس عندنا بَكَرَة الخيطان "السّليكة"، وتشبيه الجسم النحيل بالخيط، أو العود الدقيق مألوف ألم يقل المتنبي شاعر العرب الأول:

أَبْلَى الأسى أسفاً يوم النَّوى بَدَني

وَفَرَّق الهجرُ بينَ الجَفْن والوَسَنِ

رُوح ترَدَّدُ في مـثـلِ الـخـِلال إذا

أطارتِ الرّيحُ عنه الثَوبَ لم يَبِنِ


والخلال: عود دقيق.

غنَّى الإنسان الفلسطيني الزّجل، وتوارث عن الزّجالين طرائق في القول، وأساليب في الأداء، وهي على درجة عالية من الإتقان، والناس في فلسطين ينظرون إلى الشاعر الزجلي نظرة تقدير وإحترام وإعجاب، لأن موهبة القول والمقدرة على الإرتجال تدعوان إلى الدهشة، والدهشة هي غاية الفن، ولذا فقد أطلق الفلسطيني على الزّجال صفة "البَدَّاع"، بمعنى المبدع إرتجالاً، كما قالوا في المرأة ذات موهبة القول "بَدّاعة"، والبَدْع عند الفلسطيني يعني قول الشعر مرتجلاً.

عرف الشعر الزجلي عندنا إمرأة من "عرب العرامشة" المقيمين إلى الشرق من رأس الناقورة قرب الحدود اللبنانية، كانت ترتجل الأغاني الشعبية، وقد ارتجلت أبياتاً من "الدّلعونا" في العشرينات من القرن الماضي، لتحية أمير الشعراء أحمد شوقي يوم أن مر بفلسطين وهو في طريقه إلى لبنان ليلقي قصيدة "زحلة" والتي غنى منها المطرب محمد عبد الوهاب "يا جارة الوادي"، قالت ريحانة وهي تُغنِّي في حلقة الدّبكة على أنغام الأرغول في عرس إبن خالتها:

علــى دَلْـعـونـا علــى دلـعـونــا

يا أهلا وسهلا بالـلـي يـحـبّـونــا


***


يـا أحمد شوقـي عِـنْديـنا قاصـد

وْما عِنَّا كرسي وْعالرّيضَه قاعد

يـا أحمد شوقـي يابو الـقصـايـد

يـللـيْ كـلماتَـــكْ بـِتـْهـِزّ الـكـونـا


***


فيك وْبـرْجالَك أهلاً يـا مصري

يـللي بُـقصـدانك بتسجِّل نصري

شوقي يا شوقي يا عالي القَصْرِ

كـل مـرّه مَيِّلْ عـالـخيمـة هـونـا


***


شوقي يا شوقي وْإنت الأميري

وْشـو تبْقَى الـعجنِه لولا الخميرِه

يا ريتني أبـْقـى بـِنْتك لِـزْغيـرِه

وْأبْـقـَى خـَدّامَـكْ واني الـممنونـا


●●●



ولو عدنا إلى بيت العتابا الفلسطيني عند القوّالين المشهورين، وعند الناس المغمورين لوجدنا أنهم استطاعوا أن يشحنوه بعواطفهم، ومشاعرهم، وأحاسيسهم، وبالرغم من أن كثيراً من الأبيات التي قالها أناس عاديون لم تستوف شروط بيت العتابا وقواعده من حيث التجنيس اللفظي، إلا أن الطاقة الشعرية التي فيها عَوَّضت عن تلك الشروط التي أخلّ بها الناظم، ومثال ذلك القول:

يـا طولِكْ طـولْ نَخْلـِه فـي سَرَايا

عـيـونـِكْ سـُوْد و خـدودِكْ طرايا

إن رُحِتْ عَ الشام لاجيبلِكْ مرايا

تمـاري الـخـَدّ والحـاجب ســــوا

●●●


ومثله:

يا طولِكّ طول عود الحور وَأحْلى

وأطـول مـن جريـد الـنَّخِل وَأحْلى

صبايـا "الـديـّر" فيـهنْ كـل كـَحْلا

تِـرّمـي الـطيـر مـن ســابـع سـَمَـا


ولكم تنازعت دير الأسد، ودير القاسي، ودير حَنّا، ودير الغُصُون، ودير أبو ضعيف وسائر الأديرة في فلسطين إلى دير البلح هذا البيت لما فيه من إشادة بسحر عيون بناتها، وفتك رَشَقاتها!

في أحد الأعراس في الأربعينات من القرن الماضي، وأهل قرية "دير حَنّا" في الجليل يطوفون بعريسهم في حاراتها وساحاتها حانت من الشاعر محمد أبو السعود الأسدي نظرة في الأرض فرأى قطعة معدنية تلمع، ولمّا التقطها وجدها قرطاً مصوغاً من ليرة ذهبيّة، وهنا أوقف "صف السحجة" بسحبة أوف وصاح:

قلبي يا بنات العَرَب حَنّا

لَلِّي مْخَضّبـِه الكفّين حِنا

وْبالله يـا صبايا دير حَنّا

مين مْضيّعَه ليـرة ذَهَبْ


وكما لَمَسَتْ حالية العذارى جانب العقد النَظيم في "وادي آش" في الأندلس عندما نظرت إلى حَصَى النبع الرقراق لمست كل صبيّة في العرس الجليليّ شحمة أذنها، وصاحت إحداهنّ: هيه يا عمي يا بو سعود! هاذي الليرة إلي!

وبالرغم من شحنة الحزن في العتابا "الفراقيّة" الفلسطينية فإن بيت العتابا الرجَّالي ليس حزيناً، أو محايداً بل يندفع قوياً جريئاً لينمّ عن العنفوان والكبرياء، وفيه الخيلاء كما في صهيل جياد الخيول وإذا عَبَّر عن عواطف الشاعر الشجيّة جاء رقيقاً سَلِساً شفّافاً مستوفياً شروط الشعر المطلوبة، قال الشاعر شناعة مْريح مادحاً علي بن ظاهر العمر الزيدانيّ حاكم الجليل في القرن الثامن عشر:

علـي يـا بو الحسين الربّ حَيّاك

وسيفك عـا رقـاب الـتُرْك حَيّاك

سِعِد كل من نِزل في وسط حيّك

وْتِعِسْ مـن قـابَلَك يـوم الـحراب


الميجنا












عرض البوم صور عبد الرحمن ابو جامع   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2022, 09:45 AM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو

  مديرة تنفيذيه

 

 
الصورة الرمزية ريمااس

إحصائية العضو






 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
ريمااس غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : عبد الرحمن ابو جامع المنتدى : التراث الشعبي والزي الفلسطيني
افتراضي رد: الرجل الفلسطيني والميجنا والعتابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



من اجمل ما قرأت يسلمووووا اخي عبد الرحمن ع الطرح الاكثر من رائع



يعطيك الف عافية


بانتظار جديدك دائما



تحيتي












توقيع :


عرض البوم صور ريمااس   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2022, 10:13 AM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية صفاءالقلب

إحصائية العضو






 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صفاءالقلب غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : عبد الرحمن ابو جامع المنتدى : التراث الشعبي والزي الفلسطيني
افتراضي رد: الرجل الفلسطيني والميجنا والعتابة

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه












عرض البوم صور صفاءالقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. wsport
adv helm by : llssll