كتب غازي مرتجى
(!)
استوقفني خبر صادر من وزارة الصحة الفلسطينية وعلى لسان الوزير المحترم جواد عوّاد حيث قال "إن قضية الأشخاص من ذوي الإعاقة تمثل أولوية للحكومة الفلسطينية،وأن توجيهات دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله تؤكد على تذليل (...) الخ".
لا أعلم ربما هي سقطة من إدارة المكتب الإعلامي التابع للوزير بحيث تم وصف ذوي الحاجات الخاصة بـ"ذوي الإعاقة" , وبالمناسبة وبحسب ما أعلم فقد تم تمويل عدد كبير من المشاريع بمئات الآلاف من الدولارات فقط لتغيير ثقافة "العامة" عن وصفهم لذوي الاحتياجات الخاصة بالمعاقين .. وبالتأكيد يعلم وزير الصحة بتلك المشاريع وربما أشرف على بعض منها .. أرجو أن تكون زلّة لسان .. ولا ضير في توضيح صغير يصدر من مكتب الوزير لذوي الاحتياجات الخاصة ...
(؟)
تواجه السلطة الفلسطينية أزمات متتالية لا تخفى على أحد , ويتحمّل رئيس الوزراء بإيعاز من الرئيس أبو مازن تكاليف صرف الرواتب في موعدها المقرر وعدم تأخيرها ساعة واحدة .. يحاول رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدلله أن يُخرج رواتب موظفي السلطة من أي التزامات مالية مستقبلية .. وهو ما بان واضحاً وجلياً منذ تسلمه رئاسة الوزراء حيث تم صرف الرواتب في موعدها دون أي تأخير ..
بين الفينة والأخرى يخرج علينا زعماء النقابات مهددين ومتوعدين .. لا لشيء إلا ليظهروا مرّة أخرى ويعودوا لواجهة الحدث الإعلامي .. زعماء النقابات اعتبروا أنّ موافقة السلطة على طلباتهم في الفترات الماضية تُحفزّهم لإعلان مزيد من الاضرابات العامة واليومية .. بل وتجعل من "الإضراب العام" الورقة الأولى وليس الأخيرة للحصول السريع على النتائج ! .
لقد تحدث الرئيس ابو مازن منذ يومين عن اضرابات النقابات مؤكداً أنّ ما تطلبه النقابات "زاد عن الحد" .. كان الرئيس واضحاً وأكّد أن كل من سيتغيب عن عمله سيُخصم منه ..
بعد الحرب العالمية الثانية كان وضع "اليابان" يرثى له .. فدولة ضُربت بالنووي وأنهكتها الحرب ووصلت إلى حد الصفر .. تبرّع كل موظف بساعتين إضافيتين لصالح دولته وقوميته .. تمر السلطة الفلسطينية الآن بوضع أكثر سوءاً من "هيروشيما" فالسلطة تقع بين فكي الكماشة فلا دول عربية تسدد التزاماتها ولا دول غربية تدفع دون مقابل سياسي او اقتصادي .. ولا اسرائيل تتساهل دون الحصول على المزيد من التسهيلات .. لعلّ حقي في التخيل يضمن لي القول أن زيادة "شيكل واحد" على راتب كل موظف يعني زيادة حاجز احتلالي جديد .. الأكثر سوءاً .. إضراب عام للموظفين يضمن وفاة مواطن واحد على الأقل بسبب الإهمال , وتأخر معاملات عشرات المواطنين ..
لقد أثبتت النقابات بالتجربة أن زعماءها يضغطون لتحصيل ما يمكن تحصيله .. فلو كان هدفاً شخصياً سيُحققه سريعاً .. ولو كان هدفاً عاماً سيحقق بروباغندا جديدة لشخصه .. ربما تؤهله فيما بعد لاستحقاق "وزير" .. والأمثلة (ياما) !
(3)
ينتقد بعض الناس نشر دنيا الوطن لحفلات "رام الله" الراقصة .. أو لمسابقات "ملكات الجمال" أو لمغامرات "حفيد كاتساف" هناك , الهدف الأساسي من النشر ليس النشر بحسب .. يوم استُشهد ثلاثة من المواطنين في مخيم قلنديا والحديث قبل شهرين تقريباً كان في ذات الدقيقة يُقام مهرجاناً لاختيار ملكة جمال فلسطين في أحد أكبر فنادق رام الله ! , نشرنا الخبر وما هي إلا عشر دقائق بالتمام والكمال حتى تم إلغاء الحفل كاملاً .. طبعاً تلقّفنا خبر إلغاء الحفل مباشرة ونشرناه لفترة أطول بكثير من خبر الاحتفال ذاته .. نعم لقد تمكنا من انتزاع وقف حفل ربما كان سيكلف عشرات الآلاف .. فقط كي لا يستمر شذّاذ الأفق باستفزاز مشاعر الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني ..
شخصياً لست ضد الانفتاح والتقدمية .. لكن ليس بالصورة التي تظهر فيها فتيات تقدمّن المشروبات لإسرائيليين .. وليس بتلك الصور التي نُشرت على الفيسبوك لملكة جمال فلسطين ! , وليس بذاك الفيديو المنشور لحفيد موشيه كاتساف وهو يتحوّل في رام الله .. الثقافة الفلسطينية مليئة بالانفتاح الثوري المقاوم .. فرقصة دبكة واحدة تُظهر للعالم حبنا الشديد للحياة وتؤكد في ذات الوقت أننا شعب يحافظ على تراثه وهويته الأصيلة ..