قصص وعبر اسلامية مؤثرة
إن عفوت فلا نظير لك
قال الخليفة المأمون لإبراهيم بن المهدي ( وكان مذنبا ) : إني شاورت في أمرك ، فأشاروا
علي بقتلك ، إلا أني وجدت قدرك فوق ذنبك ، فكرهت القتل للازم حرمتك ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، إن المشير أشار بما جرت به العادة في السياسة ، إلا أنك أبيت أن تطلب
إلا من حيث ما عودته من العفو ، فإن عاقبت فلك نظير ، وإن عفوت فلا نظير لك ، وأنشأ يقول :
البر بي منك وطّا العذر عندك لي * فيما فعلت فلم تعذل ولم تلم
وقام علمك بي فاحتج عندك لي * مقام شاهد عدل غير متهم
لئن جحدتك معروفا مننت به * إني لفي اللؤم أحظى منك بالكرم
تعفو بعدل وتسطو إن سطوت به * فلا عدمتك من عاف ومنتقم
لا شيء أحسن من الإنسان
روي أن عيسى بن موسى ( أمير عباسي ) ، كان يحب زوجته حبا شديدا ، فقال لها
يوما : أنت طالق ، إن لم تكوني أحسن من القمر .
فنهضت ، واحتجبت عنه ، وقالت : قد طلقتني ، فبات بليلة عظيمة فلما أصبح غدا إلى
المنصور ، وأخبره الخبر ، وقال : يا أمير المؤمنين ، إن تم طلاقها ، تلفت نفسي غما ،
وكان الموت أحب إلي من الحياة .
وظهر للمنصور منه جزع شديد ، فأحضر الفقهاء ، واستفتاهم ، فقال جميع من حضر ،
قد طلقت ، إلا رجلا من أصحاب أبي حنيفة ، فإنه سكت ، فقال له المنصور : ما لك لا تتكلم ؟ .
فقال : ” بسم الله الرحمان الرحيم * والتين والزيتون * وطور سنين * وهذا البلد الأمين *
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ” . فلا شيء أحسن من الإنسان .
فقال المنصور لعيسى بن موسى : قد فرج الله تعالى عنك ، والأمر كما قال ، وأقم على زوجتك .
وراسلها أن أطيعي زوجك فما طلقك .
.