سنن مهجورة في اللباس والطعام
توجد العديد من السُنن المهجورة في اللباس والطعام، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:
لبس النعل باليمين ونزعه بالشمال، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ باليَمِينِ، وإذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بالشِّمَالِ، لِيَكُنِ اليُمْنَى أَوَّلَهُما تُنْعَلُ وَآخِرَهُما تُنْزَعُ).[٤٠][٤١]
لبس البياض من الثياب، وقد اتّفق أصحاب المذاهب الأربعة على استحباب لبس الأبيض من الثياب، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (البَسوا مِن ثيابِكُم البياضَ ، فإنَّها من خيرِ ثيابِكُم ، وكفِنوا فيها مَوتاكُم)،[٤٢] كما ويُستحب لبس الجميل والحسن من الثياب دون إسراف، لقوله -تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)،[٤٣] كما ويُسنّ الدُعاء بعد لبس الثياب الجديدة، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا، ورزَقَنِيِهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ومَا تأخَرَّ).[٤٤][٤٥]
التسمية في أوّل الطعام أو الشراب، وإذا نسي المسلم التسمية في البداية فإنه يقول: بسم الله أوله وآخره عندما يتذكر، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لا يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عليه)،[٤٦] كما وقال -عليه السلام-: (إذا أكل أحدُكم طعامًا فليذكرِ اسمَ اللهِ، فإنْ نسيَ أن يذكرَ اسمَ اللهِ فى أولِه، فليقلْ : بسمِ اللهِ على أولِه وآخرِه)،[٤٧] والفائدة من التسمية هي حرمان الشيطان من المُشاركة في الطعام، ولفظها: بسم الله، ويجوز قول: بسم الله الرحمن الرحيم، كما جاء عن الإمام النوويّ، كما ويُسنّ قول: الحمد لله بعد الانتهاء من الطعام، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا).[٤٨][٤٩]
الشرب ثلاثاً، اقتداءً بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ في الشَّرَابِ ثَلَاثًا، ويقولُ: إنَّه أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ).[٥٠][٥١]
لعق الأصابع وإناء الطعام قبل غسل اليدين أو مسحهما؛ لأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك والذي وجّهه لبعض الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، كما ويُسنّ الدُعاء بعد الانتهاء من الأكل، وورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عدّة صيغ للحمد؛ كقوله: (فإذا فرغَ من طعامهِ قالَ اللَّهمَّ أطعَمتَ وسقيتَ وأغنَيتَ وأقنيتَ وهدَيتَ وأحيَيتَ فلكَ الحمدُ علَى ما أعطيتَ).[٥٢][٥٣]
السحور على التمر، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (نعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ).[٥٤][٥٥]
التعجيل في الإفطار في رمضان، وتأخير السحور، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ)،[٥٦] واقتداءً بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال عندما سُئل عن فعل النبيّ وزيد بن حارثة -رضي الله عنه-: (كَمْ كانَ بيْنَ فَرَاغِهِما مِن سَحُورِهِما ودُخُولِهِما في الصَّلَاةِ؟ قالَ: قَدْرُ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً).[٥٧][٥٨]
الدُعاء بعد الانتهاء من شُرب اللبن، اقتداءً بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد جيء إليه بإناءٍ فيه لبن، فشرب منه، ثُمّ قال: اللَّهمَّ بارك لنا فِيه وأَطعمنَا خَيراً مِنه، قال -عليه السلام-: (مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طعامًا ، فلْيَقُلْ : اللهم بارِكْ لنَا فيه وأطعِمْنَا خيرًا مِنْهُ ، ومَنْ سقاهُ اللهُ لبنًا ، فلْيَقُلْ : اللهم بارِكْ لنا فِيهِ ، وزِدْنا مِنْهُ فإِنَّه ليس شيءٌ يُجْزِيهِ مِنَ الطعامِ والشرابِ غيرُ اللبنِ).[٥٩][٦٠]
المضمضة بعد الانتهاء من شرب الّلبن وغيره، لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، قال عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنه-: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وقالَ: إنَّ له دَسَمًا).[٦١][٦٢]
تهادي الطعام بين الجيران، لوصيّة النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبيّ ذر -رضي الله عنه- قال: (إذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فأكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِن جِيرَانِكَ، فأصِبْهُمْ منها بمَعروفٍ).[٦٣][٦٤]