حدث معى فى مطار دبى
في مطار دبي عند التخليص الجمركي تأخذ موظفة الجوزات جواز سفرى كي تضع ختم الدخول عليه :
فنظرت إليه وهي تبتسم ...
وسألتنى: من تحب أكثر فلسطين أم الامارات
فقلت لها:
... الفرق عندي بين فلسطين و الإمارات
كالفرق بين الأم والزوجة ....
فالزوجة أختارها ..
أرغب بجمالها ..
أحبها .. أعشقها ..
لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ..
الأم... لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها ..
لا أرتاح الا في أحضانها ..
ولا أبكي إلا على صدرها ..
وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها ..
فأغلقت جواز السفر ونظرت إليه باستغراب... وقالت: نسمعُ عن ضيق العيش فيها...
فلماذا تحب فلسطين؟
قلت: تقصدين أمي؟
فابتسمت وقالت: لتكن أمك ...
فقلت لها: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب. لكن حنان أحضانها وهي تضمني...
ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني ...
قالت: صف لي فلسطين..
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة ،
لكنك ترتاحين اذا رأيت وجهها ..
ليست بذات العيون الزرقاء ...
لكنك تشعرين بالطمأنينة اذا نظرت اليها ..
ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها ....
الطيبة . والرحمة ..
لا تتزين بالذهب والفضة ،
لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح
تطعم به كل جائع ..
سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ..!!
فلسطين ..باقياً للابد واللصوص لمزبلة التاريخ مهما صمدوا....
فلسطين..باقياً طول الدهر رغم القهر .......
فلسطين.. باقياً قلعة للعرب .... والعرب يااااااا و اةةةةةةةةةةة
أعادت إليه جواز السفر ...
وقالت: أرى فلسطين على التلفاز...
ولكني لا أرى ما وصفت لي ..!!
فقلت لها: أنت رأيت فلسطين الذي على الخريطة ...
أما أنا فأتحدث عن فلسطين الذي تقع في جوفَ قلبي.