اعتذر من كل من سيقرأ هذه الكلمات فأنا أعرف أنها مؤلمة للجميع
ولكني عراقي احتجت للبكاء في دياركم
أعتذر من الجميع
بغداد
يا وجعي
يا ألمي
بغداد
يا حزني
يا جرحي
أطوف بين نهريك ظَمِئًا
والموت يشرب من دمي
أراك تذوبين كالثلج
أمام عينيّ
وأنا لا أملك سوى قلمٍ
يُدمى معصميّ
بغداد
يا زهرة عمري
يا نرجستي
أشكو إليك سطوة الظلم
أشكو إليك غفوة الشعب
أشكو إليك سكتة العرب
بغداد يا بغداد يا أنت
يا قِبلتي
يا قُبلتي
يا لظى شفاه امرأة
أعشقها
يا نكهة العشق
أذوب بين صوبيك حنينا
والموت يجتاح أنيني
كم سأدفن
كم سأفقد
كم سأبكي
الله يا الله يا الله
رحماك ربي
فما عاد في العين
نبع يكفي أدمعي
بغداد يا وجعي
يا حبيبتي
أشكو إليك لحظة اليأس
وقائلة لا تبكِ .. لا تبكِ
وما عيب دمعي إن كان لبغداد
الله يا الله يا الله
رحماك ربي
فقد تعبت من دفن إخواني
أَ فعجبتم إن طلبت الموت يوما
" وما في الموت يا للناس من عار "
كم سأدفنْ
كم سأفقدْ
كم سأنزفْ
وكم قبرا سأحفر في قلبي
هذا أخي
ذاك صديقي
هذا لطفلٍ
آخر لأمٍ
قبور كلها حُفِرَتْ في قلبي
ويلي على من بقى
بلا جثمان
أين قبره
أين أنصب له شاهدا
سوى في قلبي
ويلي على أمٍ
فقدت ثلاثة
وتعود تبحث عن رابعٍ مخضبٍ في المهدِ
بغداد يا جرح الزمان
الغائر في صدري
بغداد
يا قُبْلة الموت
يا رعشة القلب خوفا عليك
يا قائلة : لا تبكِ .. لا تبكِ
يا شبهي يا نصفي
يا نسخة عني
يا كلا من كلي
كيف لا أبكي
والجرح طوله
نهرا ن
كيف لا أبكي
والموت في قلبي
معربدٌ
كيف لا أبكي
والجراح تزنف من طولي
أعيش في زمن الحرمان
يا شبهي
يا نسخة مني
فلا تكثري عليّ
بكائي بين يديكِ
فالموت يعصف في أنفاسي
حد الاختناق
ألله يا الله يا الله
رحماك ربي
كم أموت
أتوه في متاهة الموت
وغربان الشر تنهش في لحمي
ويعصف بأوداجي
سيف الحقد يا بغداد
بغداد يا جرحي النازف بطولي
الله يا الله يا الله
يا امة العرب
هذي الدماء تسيل من مقلتيك
ورمز العروبة بلا ستر
والتاريخ يدون هذا العار
" نحتاج في تاريخنا يوما كيوم بدر "
الله يا أمة العرب
يا امة العرب
هذي بغداد تنزف الأرواح
أفواجا رأيتها داخلة
في فوهة الموت
والعراق من ينكر فضله
على العالم
آه يا أمة العرب
أوّا ه يا بلدي
كم تريد
كي تشبع
كي تهجع
كي تستريح من الموت
خواطر عراقي في الغرب
يبكي على بغداد
مما راق لي