هناك العديد من الفترات الزمنية المحددة التي تتخلل فترة الدراسة بشكل عام، سواءً مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، أو التعليم الجامعي ذاته، وكل مرحلة زمنية من تلك تمر عليك في حياتك، تستلزم منك وسائل مُعينة للتعامل معها حتى تتجنب مضارها وتستمتع بفوائدها، وإحدى أهم تلك الفترات هي فترات الامتحانات. تلك، الفترات المتمثلة في الامتحانات الشهرية، وامتحانات نهاية العام التي يتوقف عليها مستقبلك في هذا العام الدراسي بعينه. اليوم نقدم لكم بعض النصائح التي ستساعدكم على الحصول على حياة متزنة في تلك الفترة، وجعل العقل غير مشغول بالكامل بـ”الامتحان“، وكيفيته ونتيجته وكل ما يمت له بصلة ويسبب لك التوتر والقلق.
1) قِس مستواك الحالي وافرز مهامك
ثقة الفرد في فترة الامتحانات تأتي من ثقته في عقله ومستواه الدراسي، فعندما تكون متمكنًا من المادة بكافة جوانبها، تصبح على يقين بأنّك ستنجح في هذا الامتحان مهما كان صعبًا، وعدم وجود تلك الثقة ينتج عنه تزعزعًا في النفس يُترجم إلى قلق مستمر وسلب للتفكير من سائر مناحي الحياة المختلفة، وتركيزه بشكل كامل وتام في الامتحان وأموره. ببساطة يجب عليك الآن أن تحل العديد من الامتحانات التجريبية بشكل سريع كي تقيس مستواك، وتتخذ خطوةً فعليةً في تحسينه إذا كان متدنيًّا، أو تتنفس الصعداء لأنّك أيقنت أنّك جيد بالفعل، ثم افرز عناوين دروسك وحدد الأولوية في المراجعة للمواضيع الهامة والدسمة، والتي من المُحتمل أن تتمركز في مواضع كثيرة بالورقة الامتحانية. عندما تُحدد أولوياتك وتقيس مستواك، ستجد أنّ قلق الامتحان يتبخر بالتدريج من بحيرة عقلك.
2) اجلس مع أهلك وناقشهم
المُسبب الرئيسي للقلق وانشغال الذهن أثناء فترة الامتحانات بها هو الخوف من غضب الأهل إذا كانت النتيجة سيئةً أو غير مُرضية لهم، فهم ينفقون مبلغًا كبيرًا على ولدهم كي يتمم مراحل التعليم كما ينبغي ليحصل في النهاية حاصلًا على وظيفة جيدة، فمصارحة الأهل بالوضع الدراسي والتعليمي الراهن لهو شيء مهم جدًا لتخطي مرحلة الألم النفسي وجَلد الذات الذي لا ينتهي التي تنتج خوفًا من وقوع الواقعة، وتلقي الإهانات واللوم الشديد من الأهل. عندما تجلس وتناقش أهلك ستجد أنّهم يريدون سعادتك ولا شيء آخر، فكل أب وأم يريدان أن يكون ولدهما متزنًا وسعيدًا في حياته، وصدقًا بعدها ستجد أنّك تذاكر وفق رغبتك الخاصة، وتحصد أعلى المراكز دون أن تشعر حتى.
3) اسأل نفسك: ماذا سأفعل إن لم يكن هناك امتحان؟
وبشكل مماثل لا للسؤال الذي كان يسأله ستيف جوبز لنفسه كل يوم: “إذا كان اليوم آخر يوم في عمري، هل كنت لأفعل ما أنا بصدد فعله اليوم؟”. يجب عليك أن تترك الامتحان الآن وتسأل نفسك سؤالًا، واضحك واحرص على إجابته بمنتهى الصدق: “إن لم يكن هناك امتحان قريب، هل كنت لأفعل أي شيء آخر غير المذاكرة وتأنيب الضمير؟”. ستجد أنّ هناك عشرات بل مئات الأشياء والمهام الأخرى التي ستجدها مريحةً للنفس، وتتمنى أن تقوم بها عوضًا عن المذاكرة من أجل ذلك الامتحان السخيف. ببساطة اختر أكثر شيء يسعدك وتريد فعله، وافعله! وبمجرد ما أن تنتهي منه ستجد نفسك في راحة نفسية جمّة، واستعداد كبير لفعل أي شيء ممل آخر، مثل: المذاكرة لنفس الامتحان السخيف الذي كنت تكرهه منذ قليل.
4) احرص على أن تكون طفلًا
الأطفال دائمًا يمرحون دون سبب، ويبتسمون طوال الوقت حتى تحسبهم لا يفعلون أي شيء في حياتهم عدا اللعب والابتسام، وفوق كل ذلك شغوفون بأي شيء غريب وجديد عليهم. يجب عليك أن تكون كذلك، فحرصك على إخراج الطفل القابع بداخلك هو الحل الأمثل لتعديل الحالة المزاجية للأفضل، وللحصول على أسباب أخرى تُحيد اتجاهك الذهني بعيدًا عن التفكير في الامتحان وقلقه. انزل إلى الشوارع وانظر إلى الأزهار وكن ذا فضول كافٍ لتسأل: ما الذي يدفع الرياح لتحريك تلك الأزهار هكذا؟ كل سؤال غريب وأي شيء يبدو تافهًا للكثيرين، هو المُحرك الأول والأخير للشغف والفضول اللّذين تنتج عنهما المعرفة المرجوّة، فعندما تملأ عقلك ببعض المعارف الجديدة وغير التقليدية، ستصنع بذلك فاصلًا بين المعلومات المُكررة التي يجب أن تذاكرها، وبين المعلومات التي تؤجج العقل والذهن، وفي النهاية ستجد عقلك بالتدريج يدفعك للموازنة بين الامتحان الواقعي، والمعرفة المُسلية.
5) احرق بعض السعرات!
لا يوجد شيء أفضل من الرياضة لضبط مستوى تدفق الدم في جسدك، فبالتالي تصفية عقلك ومساعدته على التفكير بشكل منطقي وعقلاني في الكثير من مناحي الحياة، وبالطبع هنا نقصد التفكير السليم والمنطقي بالنسبة للامتحان ونتيجته، فعندما تقوم بلعب إحدى الرياضات سيحرق جسدك العديد من السعرات الحرارية تنفسيًا للطاقة الحبيسة تلك، والمتمثلة في الحركة العضلية القوية والمتتابعة، فبالتالي بعد الراحة سيكون معدل ضغط الدم جيدًا والعمليات الحيوية في حالة راحة واتزان، وطبعًا يجب ألّا ننسَ الراحة النفسية الشديدة التي ستكون عليها بعدما نفسّت عمّا يعتمل في صدرك عن طريق الرياضة. الآن، اذهب والعب أي رياضة، كرة قدم، سلة، طائرة، أمريكية، أو أي رياضة أخرى تجد نفسك جيدًا فيها، أو حتى تسعى لتعلّمها من الصفر، ثم بعدها فكّر مجددًا في الامتحان وستجد أنّه لم يصبح الشيء الذي كان يتمحور حوله تفكيرك بالكامل بعد الآن.
6) وطِّن نفسك على الرضا بالنتيجة مهما كانت
دائمًا توقّع الأسوأ ووطِّن نفسك عليه، عندما تفعل ذلك ستجد نفسك لا شعوريًّا تسعى لإيجاد الحلول لتلك النتيجة السيئة، فبالتالي تكون على استعداد تام لأي شيء يحدث، بدايةً من الأسوأ إلى الأفضل. هذا لا يعني أن تقبل بهذا الأسوأ، لكن توقعك له سيجعلك تضع الخطط المناسبة كي لا تصل إلى هذه المرحلة.
فيجب أن تفكر في أسوأ نتيجة خاصةً بالامتحان، ألا وهي الرسوب مثلًا. الآن، جِد كل الحلول المناسبة لتلك المشكلة، وبعدها ستجد أنّك مرتاح أكثر، ولن يهمك أي شيء يحدث، وستذاكر بمعدل جيد ومريح للنفس والأعصاب دون ضغط لا طائل يُرجى منه كما كنت تفعل سابقًا وتدمّر أعصابك دائمًا.