بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
إلى الذي عرف البخل طريقه إليه , فخالط هواه ,
فبخل على والديه و زوجته و أولاده , و على رحمه و جيرانه و ضيفه , و على نصرة الإسلام و الجهاد في سبيلِه .
إلى الذي كسر خاطر يتيمٍ و أرملةٍ و تجاهل سائلاً يذل نفسه لأجل عطية من عطائه .
إلى الذي عشق الشهواتِ فبخل على آخرته بالطاعات و العباداتِ ,
و ذكر الإله و الصلواتِ , و بر الوالدين و عمل الخيراتِ ,
و الصيام و تلاوة الآياتِ , و كسب الحسنات و تجنب السيئاتِ .
قف و اسأل نفسك , هل أنت على حقٍ أم أنك تخوض في الضلالات تلو الضلالات .
أخي المسلم : اعلم أنك موقوف بين يدي الله سبحانه و تعالى و أنه سيسألك عن المال الذي جعله بين يديك ,
هل أنفقته فيما يرضيه , هل أديت حقوق العباد فيه , هل أديت حق والديك و زوجتك و أولادك و حق الرحم و الضيف و الجيران و حق السائل و المسكين و اليتيم و الأرملة و حق الإسلام و المسلمين و غيرهم .
أخي المسلم : إن دعتك نفسك الأمارة بالسوء و و دعاك شيطانك اللعين على ألا تنفق و تؤدي ما عليك من نفقات مخافة الفقر فلتعلم و لتتأكد أن الله عزوجل سيخلفك فيما تنفق و لكنك قد لا تعرف متى و كيف ذلك إن وضعت حجاباً أمام عينيك و قلبك , حجاباً من ضعف اليقين و قلة الإيمان , حجاباً من حب الدنيا و الشهوات .
أخي المسلم : لا تتصاغر أمام شهوات الدنيا و تذل نفسك لها فتبيع نعيم الآخرة بشهواتٍ عاجلات مع العلم أن الله عزوجل لم يمنعك من الأخذ بنصيبك من الدنيا و لكن بشرط أن تجعله فيما يرضيه جل جلاله فيكون لك به أجراً عظيماً و بشرط ألا تجعله أكبر مما يجب فيطغى على ما يجب أن تقدمه لآخرتك و تذكر أن الله عزوجل لن يعامل المنفقين كالممسكين و المطيعين كالعاصين و المسارعين لرضوانه كالمبطئين و القائمين الليل كالنائمين و الذاكرين له كالغافلين .
و تذكر أن تلك الدار لن تأتيك بالمعجزات فتنجو و تبلغ الأماني فيها من دون أن تبذل الغالي و النفيس و أنك إن تواكلت و تركت الشيطان و نفسك الأمارة بالسوء يخدعانك و يصوران لك أن الإنفاق و العمل القليلين سيصلان بك بعيداً فقد تتفاجأ و تندم حيث لا ينفع الندم .
و تذكر أنك تحب أن تكون مرفهاً في الدار التي أنت فيها فاجعل هذا بالدرجة الأولى لآخرتك و أقلل ما استطعت منه في دنياك و ذلك لعظيم أمر الآخرة و وضاعة أمر الدنيا و تذكر أنك لن تبلغ مُناك مالم تعمل لذاك بجد و نشاط .
- البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي .
الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب - المحدث : السيوطي - المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم 3194 - خلاصة حكم المحدث : صحيح