"نفق المسجد الأقصى": يمتد النفق، الذي أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فتح باب جديد له في منتصف التسعينيات، مسافة 488 مترا تحت الحي العربي الاسلامي في البلدة القديمة في مدينة القدس، وهو يمتد على طول حائط أساسات المسجد الأقصى بحيث يبدأ من حائط البراق عند أسفل الحرم القدسي وينتهي عند المخرج الذي أعلنت سلطات الاحتلال فتحه ليصل إلى طريق الآلام - الذي سار فيه السيد المسيح - وباب الأسباط.
والنفق في الأصل قناة للمياه استخدمها الرومان لتزويد القدس - التي كانت آنذاك البلدة القديمة فقط - بالمياه، وقد اكتُشف النفق عام 1867، من قبل الباحث البريطاني تشارلز وارن بعد أن أبحر على متن بوابة خشبية قديمة مبتدءا رحلته من القناة بجوار الحائط الشمالي للمسجد وامتدت على طول القناة التي تحصل على المياه من نبع في أعلى سفح تلة القدس، وتتصل بمقطع مع نفق البراق مع الجنوب حتى شمال الميدنة عند باب الصمود، وهنالك تتجمع المياه وتدخل القناة الى أسفل المدينة باتجاه المسجد الاقصى. يقول وارن في كتابه "القدس من الأسفل" إن عمق المياه في هذه القناة الجارية يصل الى ستة أقدام بعرض حوالي أربعة أقدام".
يوجد إلى جانب النفقين المذكورين في المدينة نفق ثالث يمتد من مغارة سليمان في باب الساهرة ويصل الى وسط المدينة، حيث يتفرع غربا باتجاه باب الخليل، وشرقا تحت المسجد الأقصى باتجاه عين سلوان، كما يعتقد بوجود عدد من الأنفاق الفرعية المهدمة أو المطمورة والممتدة في كل الاتجاهات.
وكانت وزارة الأديان الاسرائيلية ودائرة الآثار الناشطة في البحث عن آثار عبرانية في المنطقة كشفتا عن النفق عام 1987، حيث تم وصله بنفق البراق، وهو نفق آخر يمتد من الشرق الى الغرب بطول المدينة.
وقامت وزارة الأديان وشركة "تطوير القدس" الاسرائيلية على تنظيف النفق وتجفيفه من البرك المائية بداخله واغلاقها، وعملت على مد أنفاق جديدة تحت المسجد الأقصى ومازال العمل جاريا فيها ليل نهار الى يومنا هذا.
ويرى الفلسطينيين أن أعمال توسعة الحفر واستحداث الأنفاق التي ينفذها الاسرائيليون حول أسوار الحرم وبموازاة أساساته، من شأنها زعزعة هذه الأساسات وتعريضها لمخاطر الانهيار، حيث أصبح الوضع خطير في كل لحظة، حيث يتيح للمتطرفين اليهود تهديد أساسات الحرم القدسي بواسطة المتفجرات، كما أن هذه الأعمال من شأنها إزالة كل المعالم العربية والاسلامية في المدينة، كما يعلم على تغيير واقع المدينة.